غربا باتجاه الشرق
رسالة الي القارئ: كتبت هذا المقال معتذرا و ملتمسا العفو من الاخوة في جهاز الامن و المخابرات عن تجاوزاتي غير المقصودة للخطوط الحمراء و ما ترتب عليه من تعدد لحالات حظر نشر مقالي الاسبوعي بصحيفة ( الاحداث) وآخرها مقال الاسبوع الماضي. و قد دعوت اخوة الوطن هؤلاء الي صياغة ميثاق للتراضي بيني و بينهم علي غرار الميثاق الموقع مؤخرا بين الزعيمين المهدي و البشير. ولدهشتي فقد وقعت دعوتي هذه علي اذن صماء فقد ابلغتني ادارة الصحيفة قبل سويعات ان مسئولي جهاز الامن امروا بنزع المقال من عدد اليوم الاربعاء، فلما احتج رئيس التحرير بان المقال يجهر بالتوبة و يدعو الي الصلح وعد رجال الامن الافاضل بمراجعة قيادات عليا في الجهاز للنظر في امر السماح بالنشر في يوم اخر من ايام الاسبوع. و ها انذا اجدد دعوتي للصلح و التراضي.
ميثاق التراضي مع بني عبس!
مصطفي عبد العزيز البطل
mustafabatal@msn.com
في أجواء ميثاق التراضي الوطني الثنائي المظهر القومي المخبر (هكذا قال حبيبنا الامام الصادق المهدي، واذا قال الامام فصدقوه فان القول ما قال الامام)، في تلك الاجواء المباركة حدثتني نفسي ان ابحث و استكشف امكانية صياغة و توقيع ميثاق تراضي موازي بيني انا شخصيا وبين طرف ثان ولكن مع اختلاف طفيف في فكرة و توجه الميثاقين. و جوهر الاختلاف هو ان الميثاق الموقع بين الامام الصادق و الفريق البشير يشبه شجرة اللبلاب من حيث انه يحمل في داخله (بذرة) التمدد والانتشار الافقي والرأسي و يتميز بخاصية (الهجوم) علي الاشجار، او بالاحري القوي السياسية الاخري بغاية احتوائها واستيعابها. بينما ميثاق التراضي الذي يدور في خلدي يشبه عمود النور الذي يقف في مكانه ولا يتمدد لا افقيا و لا رأسيا. ميثاقي ثنائي المظهر ثنائي المخبر، و الحال كذلك فانه لا يستوعب اي طرف ثالث أيا كان، و ذلك مع علمي الاكيد بأن هناك اخرون قد يتحرقون شوقا وربما يموتون كمدا اذا لم تتم دعوتهم للالتحاق و المشاركة. ميثاقي اذن – وخلافا لميثاق المهدي و البشير – ميثاق دفاعي لا (هجومي) و غاية ما يهدف اليه تأمين التراضي الثنائي و تأكيد التعايش السلمي مع السيد ( عباس) و مع الحزب الذي يرأسه و يديره وهو حزب العباسيين او بني عبس. و عباس مواطن سوداني مكين ركين مهيب المنظر بهي الطلعة، وهو رجل مستنير غاية الاستنارة، درس الهندسة والعمارة، و لكنه تفرغ للتمكين والامارة، لا يحب الظهور فاذا ظهر فانه يظهر بالبدلة الكاملة و النظارة. لا يرتدي ملابس عسكرية و لكن له رتبة عليا مختارة. وهو الذي بحكمته يدير كثيرا من الامور بالاشارة. و لأنني علي يقين ان جميع قراء زاوية (غربا باتجاه الشرق) هم من الاذكياء و النابهين فلا بد انهم فهموا ان (عباس) هو الاسم الحركي للرجل و أن بني عبس هم الرهط من حزبه و جماعته الافاضل الاكارم الاتقياء، و يسمي حزبهم في لغة اخري حزب ( الشديد القوي). و سنتستخدم هذه المسميات من الان فصاعدا عوضا عن الاسماء الحقيقية مع التزام الحيطة و الحذر، فكلانا، انت و انا ، ايها القارئ الكريم، في غني عن المشاكل و كلانا من المؤمنين بالقول السائر: ( ابعد من الشديد القوي وغنيلو! ). و لانني اتحادي الهوي (رغم حبي الشديد للسيد الصادق المهدي)، ثم لانني من المؤمنين بمبدأ التكامل مع مصر الشقيقة فقد قمت باستيراد الفكرة والاسماء الحركية من ام الدنيا. و الاخوة المصريون اذا ارادوا الاشارة الي رمز من رموز السلطة المهابة و لو كان شرطيا في قارعة الطريق قالوا : (عباس) واذا ارادوا الكيان العباسي في جملته قالوا: ( الشديد القوي) او ( الشديد الأوي )!
و قد نشأت حاجتي الي ميثاق التراضي الثنائي بيني و بين القوم من بني عبس نتيجة لسؤ تفاهم غير مقصود كان يفترض ان يكون محدود النطاق و الاثر، ولكنه للاسف تطور و توسع و طال و استطال بصورة ما كنت اتمناها. و يزيد الحاجة الي الميثاق و يجعلها اكثر الحاحا انني اعلم علما نافيا للجهالة ان الاحبة العباسيون ما كانوا بدورهم يتمنون لسوء الفهم هذا ان يصل الي الحدود التي وصل اليها و من ذلك منعهم صحيفة ( الاحداث) من نشر بعض مقالاتي مما ادي الي اضطراب وانقطاع حبل تواصلي الاسبوعي مع قرائي برغم حرصي الكامل علي موافاتهم في الزمان و المكان المحددين صباح كل اربعاء. و حتي لا يتسع الفتق علي الراتق و يستمر العداء غير المبرر من غير مسوغ و في غير طائل، و حتي اضع حدا للتدهور المتسارع في علاقتي مع حزب "الشديد القوي" فلا تتكرر حالات منع مقالاتي من النشر فقد قررت ان ابادر القوم بالسلام، بعد الخصام، تأسيا بهدي الرسول الكريم ( خيرهما الذي يبدأ بالسلام). و ها أنذا امد يدي الي بني عبس و لا اجد علي لساني ما اهتف به و انا اصافح اياديهم الكريمة سوي كلمات احفظها كان الفنان عبد الكريم الكابلي يفتتح بها برنامجا اذاعيا في الزمن الجميل الذي مضي: ( وأمد نحوكم كفيّ عريانين الا من مودتكم وحب عيونكم)! و ادعوهم و بغير ابطاء الي كلمة سواء نصوغها في مسودة لميثاق التراضي الثنائي الذي من شأنه تأطير العلاقة بيني و بينهم و توثيق عراها و توطيدها علي اسس راسخة أصلها في عمارات بني عبس في حي المطار و فرعها في حي بينزفيل بمنيسوتا. و بمجرد التوقيع علي الميثاق ان شاء الله ستنتظم ساعة مقالاتي الاسبوعية انتظام ساعة بق بن و ستراها ايها الصديق الوفي كل اربعاء وهي تربض في ( أمن) و أمان في مكانها المعهود بصفحة الرأي جنبا الي جنب مع مقال استاذنا العالم النحرير الدكتور عبدالله حمدنا الله.
و كنت قد ادركت منذ وقعت عيناي علي ميثاق التراضي الذي وقعه الحزبان الكبيران الامة والمؤتمر الوطني فالتهمت اوراقه علي عجل، ان من قام بصياغته كلمة كلمة وسطرا سطرا هو الامام الحبيب الذي خبرت عبر الزمان اسلوبه المتفرد في نجارة الحروف و نحت العبارات و صك المصطلحات، فقد عملت في مكتبه، ابان توليه رئاسة الوزارة في الثمانينات، سنوات ثلاث و لزمته في حله داخل البلاد و ترحاله خارجها لزوم الظل لصاحبه، و ما فتئت أسعد بصحبته و أنهل بكوزي الصغير من بحر علمه الغزير حتي جاء بني عبس ذات صباح فأودعوه سجن كوبر الحديدي و أودعوني سجن منيسوتا الجليدي. و لم يستبن لي عند قراءة الميثاق اي اثر و لو هامشي لصياغة او اضافة من جانب اهل المؤتمر الوطني. و قد خطر لي ان اكبر هَم القوم تمحور في تأمين توقيع الامام علي الوثيقة بصرف النظر عن محتواها ووجهتها طالما ان من شأن توقيعه اسباغ نوع من الشرعية و افاضتها علي النظام الذي ترجّاها و التمسها عند عتبة دار الامام بالملازمين في صبر و أناة سنين عددا. ولكن أمر الصياغة يختلف بطبيعة الحال اختلافا مبدئيا في حالة ميثاقي الثنائي الذي اتطلع الي انجازه و توقيعه مع حزب "الشديد القوي"، فأين انا من سطوة الامام الصادق المهدي و جبروته السياسي ووزنه المحلي و الاقليمي والدولي؟! انا و أيم الحق لست رقما صعبا و لا سهلا في المعادلات الدولية والاقليمية و المحلية، و أهمس في اذنك ايها القارئ الكريم فاصارحك بانني لا احس بنفسي رقما صعبا حتي داخل منزلي و بين اسرتي الصغيرة، والحمد لله من قبل لو من بعد. ولما كان الامر كذلك و لان تجربة الحياة الطويلة في الولايات المتحدة جعلت مني رجلا براغماتيكيا، في لغة المثاقفة المتقعرين، فانني لا اتردد في التنازل عن مهمة تحرير الميثاق و صياغته بكاملها للاخوة في حزب "الشديد القوي".
و لعلني من باب ابداء حسن النية و صفائها واظهار العزم الاكيد علي مراعاة كل الخطوط الحمراء و الصفراء و الخضراء، وانتهاج السبيل القويم والصراط المستقيم الذي يوجب عليّ ان اعرف ان الله حق و ان الزم حدي و أرعي بقيدي و ان ( اكتب في السليم ) حسب تعبير بعض اقربائي الذين ثبت انهم يعرفون مصلحتي اكثر مني، و من منطلق التصميم القاطع علي احترام كل ما سيتضمنه في هذا الصدد ميثاق التراضي الموازي روحا و نصا فانني اود ان ابادر فاسجل اعترافا مكتوبا و مذاعا بانني لم اكتب المقالات التي جرّت علي غضب الاحبة من بني عبس وحظرهم الا تحت تأثير معلومات مغلوطة و دعاو مضللة و اوهام كاذبة زرعها في رأسي المدعو عادل الباز، الذي اصبح، في غفلة من التاريخ، يرأس تحرير هذه الصحيفة. و لو كانت الامور في هذه الدنيا الفانية تسير علي قدميها لا علي رأسها لكنت انا رئيس التحرير وكان هو مقطوعا ملطوعا وسط ثلوج منيسوتا. و لكن لا معقب علي حكم الله و لا اراد لقضائه، فقد استدرجني هذا العويدل صيف العام الماضي من ملاذي الآمن الي حيث انتزع اذني من رأسي انتزاعا و اخذ يصب فيهما اطنانا من الكلام المعسول المنمق عن البحبحة والاتساع اللامحدود في هامش الديمقراطية و اطلاق الحريات و الانفتاح السياسي و كيف ان الامور قد تغيرت تغييرا جذريا خلال الاعوام الثلاثة عشر التي غبت فيها عن السودان، و اخذ يحرضني علي العودة او علي الاقل استئناف الكتابة الصحفية، فلما قلت له انني ما زلت اخاف علي نفسي من الطيب سيخة الي درجة انه يظهر لي في رؤي المنام احيانا زعم لي كذبا و زورا بان الطيب سيخة قد تحول الي ( الطيب ريشة) و انه صار حملا وديعا لا يهش و لا ينش. و لكنني احمد الله السميع العليم الذي أنار بصيرتي وهيأ لي من امري رشدا اذ استبانت لي الامور علي وجهها القويم بعد طول غفلة و تكشف لي ان لسان هذا العويدل يجري بما لا يدري و يهرف بما لا يعرف، و ها انذا اعلن الالتزام التام ببنود ميثاق التراضي مع الحزب العباسي قبل ان تتم صياغته. و احث اخوتي من الكتاب الصحافيين ان يرجعوا عن سكة الضلال الي طريق الهداية وان يسارعوا بالدخول في مواثيق التراضي و ان يستمسكوا بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها مع اخواننا الاماجد من رهط بني عبس، و الا فكل من كان ( عقله في راسو يعرف خلاصو ). كما انني اعلن من هذا المنبر للاخوة الذين بادروا بالاتصال بي هاتفيا و الكترونيا من داخل السودان و من اركان الدنيا الاربعة للتعبير عن تضامنهم معي في شأن مقالاتي التي لم تقع موقعا حسنا عند احبابي من بني عبس فحظروها، انني ارفض ذلك التضامن جملة و تفصيلا و ارده علي اعقابه، فقد فضلت عليه التراضي مع اخوة الوطن من بني عبس في حزب "الشديد القوي" و اجرنا علي الحي الدائم. و الحمد لله ثم الحمد لله و اشهد الا اله الا الله.
رسالة الي القارئ: كتبت هذا المقال معتذرا و ملتمسا العفو من الاخوة في جهاز الامن و المخابرات عن تجاوزاتي غير المقصودة للخطوط الحمراء و ما ترتب عليه من تعدد لحالات حظر نشر مقالي الاسبوعي بصحيفة ( الاحداث) وآخرها مقال الاسبوع الماضي. و قد دعوت اخوة الوطن هؤلاء الي صياغة ميثاق للتراضي بيني و بينهم علي غرار الميثاق الموقع مؤخرا بين الزعيمين المهدي و البشير. ولدهشتي فقد وقعت دعوتي هذه علي اذن صماء فقد ابلغتني ادارة الصحيفة قبل سويعات ان مسئولي جهاز الامن امروا بنزع المقال من عدد اليوم الاربعاء، فلما احتج رئيس التحرير بان المقال يجهر بالتوبة و يدعو الي الصلح وعد رجال الامن الافاضل بمراجعة قيادات عليا في الجهاز للنظر في امر السماح بالنشر في يوم اخر من ايام الاسبوع. و ها انذا اجدد دعوتي للصلح و التراضي.
ميثاق التراضي مع بني عبس!
مصطفي عبد العزيز البطل
mustafabatal@msn.com
في أجواء ميثاق التراضي الوطني الثنائي المظهر القومي المخبر (هكذا قال حبيبنا الامام الصادق المهدي، واذا قال الامام فصدقوه فان القول ما قال الامام)، في تلك الاجواء المباركة حدثتني نفسي ان ابحث و استكشف امكانية صياغة و توقيع ميثاق تراضي موازي بيني انا شخصيا وبين طرف ثان ولكن مع اختلاف طفيف في فكرة و توجه الميثاقين. و جوهر الاختلاف هو ان الميثاق الموقع بين الامام الصادق و الفريق البشير يشبه شجرة اللبلاب من حيث انه يحمل في داخله (بذرة) التمدد والانتشار الافقي والرأسي و يتميز بخاصية (الهجوم) علي الاشجار، او بالاحري القوي السياسية الاخري بغاية احتوائها واستيعابها. بينما ميثاق التراضي الذي يدور في خلدي يشبه عمود النور الذي يقف في مكانه ولا يتمدد لا افقيا و لا رأسيا. ميثاقي ثنائي المظهر ثنائي المخبر، و الحال كذلك فانه لا يستوعب اي طرف ثالث أيا كان، و ذلك مع علمي الاكيد بأن هناك اخرون قد يتحرقون شوقا وربما يموتون كمدا اذا لم تتم دعوتهم للالتحاق و المشاركة. ميثاقي اذن – وخلافا لميثاق المهدي و البشير – ميثاق دفاعي لا (هجومي) و غاية ما يهدف اليه تأمين التراضي الثنائي و تأكيد التعايش السلمي مع السيد ( عباس) و مع الحزب الذي يرأسه و يديره وهو حزب العباسيين او بني عبس. و عباس مواطن سوداني مكين ركين مهيب المنظر بهي الطلعة، وهو رجل مستنير غاية الاستنارة، درس الهندسة والعمارة، و لكنه تفرغ للتمكين والامارة، لا يحب الظهور فاذا ظهر فانه يظهر بالبدلة الكاملة و النظارة. لا يرتدي ملابس عسكرية و لكن له رتبة عليا مختارة. وهو الذي بحكمته يدير كثيرا من الامور بالاشارة. و لأنني علي يقين ان جميع قراء زاوية (غربا باتجاه الشرق) هم من الاذكياء و النابهين فلا بد انهم فهموا ان (عباس) هو الاسم الحركي للرجل و أن بني عبس هم الرهط من حزبه و جماعته الافاضل الاكارم الاتقياء، و يسمي حزبهم في لغة اخري حزب ( الشديد القوي). و سنتستخدم هذه المسميات من الان فصاعدا عوضا عن الاسماء الحقيقية مع التزام الحيطة و الحذر، فكلانا، انت و انا ، ايها القارئ الكريم، في غني عن المشاكل و كلانا من المؤمنين بالقول السائر: ( ابعد من الشديد القوي وغنيلو! ). و لانني اتحادي الهوي (رغم حبي الشديد للسيد الصادق المهدي)، ثم لانني من المؤمنين بمبدأ التكامل مع مصر الشقيقة فقد قمت باستيراد الفكرة والاسماء الحركية من ام الدنيا. و الاخوة المصريون اذا ارادوا الاشارة الي رمز من رموز السلطة المهابة و لو كان شرطيا في قارعة الطريق قالوا : (عباس) واذا ارادوا الكيان العباسي في جملته قالوا: ( الشديد القوي) او ( الشديد الأوي )!
و قد نشأت حاجتي الي ميثاق التراضي الثنائي بيني و بين القوم من بني عبس نتيجة لسؤ تفاهم غير مقصود كان يفترض ان يكون محدود النطاق و الاثر، ولكنه للاسف تطور و توسع و طال و استطال بصورة ما كنت اتمناها. و يزيد الحاجة الي الميثاق و يجعلها اكثر الحاحا انني اعلم علما نافيا للجهالة ان الاحبة العباسيون ما كانوا بدورهم يتمنون لسوء الفهم هذا ان يصل الي الحدود التي وصل اليها و من ذلك منعهم صحيفة ( الاحداث) من نشر بعض مقالاتي مما ادي الي اضطراب وانقطاع حبل تواصلي الاسبوعي مع قرائي برغم حرصي الكامل علي موافاتهم في الزمان و المكان المحددين صباح كل اربعاء. و حتي لا يتسع الفتق علي الراتق و يستمر العداء غير المبرر من غير مسوغ و في غير طائل، و حتي اضع حدا للتدهور المتسارع في علاقتي مع حزب "الشديد القوي" فلا تتكرر حالات منع مقالاتي من النشر فقد قررت ان ابادر القوم بالسلام، بعد الخصام، تأسيا بهدي الرسول الكريم ( خيرهما الذي يبدأ بالسلام). و ها أنذا امد يدي الي بني عبس و لا اجد علي لساني ما اهتف به و انا اصافح اياديهم الكريمة سوي كلمات احفظها كان الفنان عبد الكريم الكابلي يفتتح بها برنامجا اذاعيا في الزمن الجميل الذي مضي: ( وأمد نحوكم كفيّ عريانين الا من مودتكم وحب عيونكم)! و ادعوهم و بغير ابطاء الي كلمة سواء نصوغها في مسودة لميثاق التراضي الثنائي الذي من شأنه تأطير العلاقة بيني و بينهم و توثيق عراها و توطيدها علي اسس راسخة أصلها في عمارات بني عبس في حي المطار و فرعها في حي بينزفيل بمنيسوتا. و بمجرد التوقيع علي الميثاق ان شاء الله ستنتظم ساعة مقالاتي الاسبوعية انتظام ساعة بق بن و ستراها ايها الصديق الوفي كل اربعاء وهي تربض في ( أمن) و أمان في مكانها المعهود بصفحة الرأي جنبا الي جنب مع مقال استاذنا العالم النحرير الدكتور عبدالله حمدنا الله.
و كنت قد ادركت منذ وقعت عيناي علي ميثاق التراضي الذي وقعه الحزبان الكبيران الامة والمؤتمر الوطني فالتهمت اوراقه علي عجل، ان من قام بصياغته كلمة كلمة وسطرا سطرا هو الامام الحبيب الذي خبرت عبر الزمان اسلوبه المتفرد في نجارة الحروف و نحت العبارات و صك المصطلحات، فقد عملت في مكتبه، ابان توليه رئاسة الوزارة في الثمانينات، سنوات ثلاث و لزمته في حله داخل البلاد و ترحاله خارجها لزوم الظل لصاحبه، و ما فتئت أسعد بصحبته و أنهل بكوزي الصغير من بحر علمه الغزير حتي جاء بني عبس ذات صباح فأودعوه سجن كوبر الحديدي و أودعوني سجن منيسوتا الجليدي. و لم يستبن لي عند قراءة الميثاق اي اثر و لو هامشي لصياغة او اضافة من جانب اهل المؤتمر الوطني. و قد خطر لي ان اكبر هَم القوم تمحور في تأمين توقيع الامام علي الوثيقة بصرف النظر عن محتواها ووجهتها طالما ان من شأن توقيعه اسباغ نوع من الشرعية و افاضتها علي النظام الذي ترجّاها و التمسها عند عتبة دار الامام بالملازمين في صبر و أناة سنين عددا. ولكن أمر الصياغة يختلف بطبيعة الحال اختلافا مبدئيا في حالة ميثاقي الثنائي الذي اتطلع الي انجازه و توقيعه مع حزب "الشديد القوي"، فأين انا من سطوة الامام الصادق المهدي و جبروته السياسي ووزنه المحلي و الاقليمي والدولي؟! انا و أيم الحق لست رقما صعبا و لا سهلا في المعادلات الدولية والاقليمية و المحلية، و أهمس في اذنك ايها القارئ الكريم فاصارحك بانني لا احس بنفسي رقما صعبا حتي داخل منزلي و بين اسرتي الصغيرة، والحمد لله من قبل لو من بعد. ولما كان الامر كذلك و لان تجربة الحياة الطويلة في الولايات المتحدة جعلت مني رجلا براغماتيكيا، في لغة المثاقفة المتقعرين، فانني لا اتردد في التنازل عن مهمة تحرير الميثاق و صياغته بكاملها للاخوة في حزب "الشديد القوي".
و لعلني من باب ابداء حسن النية و صفائها واظهار العزم الاكيد علي مراعاة كل الخطوط الحمراء و الصفراء و الخضراء، وانتهاج السبيل القويم والصراط المستقيم الذي يوجب عليّ ان اعرف ان الله حق و ان الزم حدي و أرعي بقيدي و ان ( اكتب في السليم ) حسب تعبير بعض اقربائي الذين ثبت انهم يعرفون مصلحتي اكثر مني، و من منطلق التصميم القاطع علي احترام كل ما سيتضمنه في هذا الصدد ميثاق التراضي الموازي روحا و نصا فانني اود ان ابادر فاسجل اعترافا مكتوبا و مذاعا بانني لم اكتب المقالات التي جرّت علي غضب الاحبة من بني عبس وحظرهم الا تحت تأثير معلومات مغلوطة و دعاو مضللة و اوهام كاذبة زرعها في رأسي المدعو عادل الباز، الذي اصبح، في غفلة من التاريخ، يرأس تحرير هذه الصحيفة. و لو كانت الامور في هذه الدنيا الفانية تسير علي قدميها لا علي رأسها لكنت انا رئيس التحرير وكان هو مقطوعا ملطوعا وسط ثلوج منيسوتا. و لكن لا معقب علي حكم الله و لا اراد لقضائه، فقد استدرجني هذا العويدل صيف العام الماضي من ملاذي الآمن الي حيث انتزع اذني من رأسي انتزاعا و اخذ يصب فيهما اطنانا من الكلام المعسول المنمق عن البحبحة والاتساع اللامحدود في هامش الديمقراطية و اطلاق الحريات و الانفتاح السياسي و كيف ان الامور قد تغيرت تغييرا جذريا خلال الاعوام الثلاثة عشر التي غبت فيها عن السودان، و اخذ يحرضني علي العودة او علي الاقل استئناف الكتابة الصحفية، فلما قلت له انني ما زلت اخاف علي نفسي من الطيب سيخة الي درجة انه يظهر لي في رؤي المنام احيانا زعم لي كذبا و زورا بان الطيب سيخة قد تحول الي ( الطيب ريشة) و انه صار حملا وديعا لا يهش و لا ينش. و لكنني احمد الله السميع العليم الذي أنار بصيرتي وهيأ لي من امري رشدا اذ استبانت لي الامور علي وجهها القويم بعد طول غفلة و تكشف لي ان لسان هذا العويدل يجري بما لا يدري و يهرف بما لا يعرف، و ها انذا اعلن الالتزام التام ببنود ميثاق التراضي مع الحزب العباسي قبل ان تتم صياغته. و احث اخوتي من الكتاب الصحافيين ان يرجعوا عن سكة الضلال الي طريق الهداية وان يسارعوا بالدخول في مواثيق التراضي و ان يستمسكوا بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها مع اخواننا الاماجد من رهط بني عبس، و الا فكل من كان ( عقله في راسو يعرف خلاصو ). كما انني اعلن من هذا المنبر للاخوة الذين بادروا بالاتصال بي هاتفيا و الكترونيا من داخل السودان و من اركان الدنيا الاربعة للتعبير عن تضامنهم معي في شأن مقالاتي التي لم تقع موقعا حسنا عند احبابي من بني عبس فحظروها، انني ارفض ذلك التضامن جملة و تفصيلا و ارده علي اعقابه، فقد فضلت عليه التراضي مع اخوة الوطن من بني عبس في حزب "الشديد القوي" و اجرنا علي الحي الدائم. و الحمد لله ثم الحمد لله و اشهد الا اله الا الله.