وجامعة الخرطوم فى شنو ؟!
منعت الرقابة الامنية نشره
د.زهير السراج
* أخوانا ناس جامعة الخرطوم ذكرونا بالمثل المعروف (الناس فى شنو) ، فبدون مقدمات ولا مناسبة ولا أى حاجة قبلوا ( بفتح الباء ) على الطالبات واصدروا تعليمات الى الحرس الجامعى بمنعهن من الدخول الى الحرم الجامعى بعد السادسة مساء ، ولا أحد يعرف ما هى الحكاية ؟!
* سؤال ... ( لو الحرم الجامعى ده ما كان اسمو( الحرم ) ، كان عملتوا فى الطالبات ديل شنو ؟! ) . رفتوهم ولا كيف يعنى ؟!! بعدين البصدر القرارات دى منو ؟! !!! . الاولاد ديل ما تدوهم القاعة، البنات ما يدخلوا الجامعة بعد ستة مساء ، الاساتذة بعد الستين ما بلزمونا ، ال( تى شيرت) ممنوع !! عايزين واحد يفهمنا !!
* يحدث هذا للاسف الشديد فى الوقت الذى تعانى فيه الجامعة من مشاكل اساسية وكبيرة ولا تجد من يحلها، بل لا تجد حتى من يتوقف عندها لحظة واحدة، وهى كثيرة جدا ومتنوعة، ولكننى سأكتفى بمثال واحد ، حدث لى شخصيا ، ولا يزال ، ولم يحدثنى به أحد !!
* الحكاية باختصار شديد اننى احاول منذ قرابة العام معادلة شهاداتى التى حصلت عليها من جامعة الخرطوم ، بواسطة مؤسسة تقييم دولية للدرجات الاكاديمية، للالتحاق بجامعة( تورنتو ) الكندية فى وظيفة ( باحث مشارك) قبلت لها بشكل مبدئى قبل عام كامل ، ولكن لم تكتمل الاجراءات الرسمية حتى هذه اللحظة ، لان شروط القبول تحتم اجراء معادلة للشهادات لمقارنتها بالمستوى الكندى المطلوب للالتحاق بالوظيفة، وقد جاء( التقييم الكلى) للشهادات التى ارسلتها بالبريد مطابقا للمستوى الكندى ، وبناء على ذلك بالاضافة الى اجتياز الشروط الموضوعة تم القبول المبدئى بينما يتوقف القبول النهائى على نتيجة تقييم المواد التى درستها فى الجامعة كل على حدة ، وتحتم شروط مؤسسة التقييم ان ترسل الجامعة، وليس الشخص، الشهادات والمستندات اللازمة لاجراء التقييم، وذلك لضمان اعلى درجة من المصداقية والصحة لها !
* قامت المؤسسة من جانبها بمخاطبة جامعة الخرطوم أكثرمن ثلاث مرات عبر البريد العادى والالكترونى والفاكس ، ولم تتلق ردا شافيا حتى الان ، وعندما تدخلت وتحدثت مع أكثر من شخص فى مناصب اكاديمية وادارية رفيعة بالجامعة وجدت بعضهم لا يعرف شيئا ، ليس عن الموضوع، ولكن عن التقييم نفسه، ولا يعرف ما هو التقييم أو الهدف منه ولم يسمع به فى حياته ، وكثيرا ما سئلت بدهشة كبيرة من بعض الذين لجأت اليهم فى الجامعة للمساعدة .. ( تقييم شنو ؟! ) ، مع انه شئ معروف جدا ومعمول به فى كل الاوساط الاكاديمية فى كل انحاء العالم ، ومن بينها جامعة الخرطوم التى مر كل اساتذتها الذين درسوا او عملوا بالخارج، بهذه الاجراءات .!!
* بالاضافة الى ذلك، فلا أحد يرد على الرسائل او الفاكسات، ولا احد يجيبك اذا سألته عنها ، ولا يعرف احد مكانها واين ذهبت ، والبريد الالكترونى الرسمى للجامعة يعمل بالمزاج ويتعطل أكثر مما يعمل ، ومن المضحك انك اذا ارسلت رسالة الكترونية لاحد ، لا بد ان تتصل عليه هاتفيا لتخبره انك بعثت اليه برسالة حتى يرد عليها، هذا اذا تفضل بالرد على مكالمتك الهاتفية على الموبايل الذى تدفع الجامعة فاتورته !!
* عام كامل وانا أحاول ، ومؤسسة التقييم تحاول، ولكن لا حياة لمن تنادى ، وفى احدى المرات التى كلفت الجامعة خاطرها بالرد، كتبت اسمى خطأ رغم ان الاسم مكتوب بحروف واضحة جدا فى الرسالة التى ارسلتها المؤسسة للجامعة وبعثت لى صورة منها !!!
* هذه هى جامعة الخرطوم ايها السادة ، ولكن ليس غريبا ان تكون كذلك ما دام همها الاكبر هو ما تأمر به حرسها الجامعى للقيام به تجاه المنتمين إليها ، أما العلوم والبحوث والشؤون الاكاديمية ، بل حتى مجرد الرد على المكالمات والرسائل البريدية ، فهذا ليس من مهامها وواجباتها ، أسأ ل الله لها الرحمة !!
drzoheirali@yahoo.com
مناظير - صحيفة السوداني - العدد رقم: 1218 2009-04-3
منعت الرقابة الامنية نشره
د.زهير السراج
* أخوانا ناس جامعة الخرطوم ذكرونا بالمثل المعروف (الناس فى شنو) ، فبدون مقدمات ولا مناسبة ولا أى حاجة قبلوا ( بفتح الباء ) على الطالبات واصدروا تعليمات الى الحرس الجامعى بمنعهن من الدخول الى الحرم الجامعى بعد السادسة مساء ، ولا أحد يعرف ما هى الحكاية ؟!
* سؤال ... ( لو الحرم الجامعى ده ما كان اسمو( الحرم ) ، كان عملتوا فى الطالبات ديل شنو ؟! ) . رفتوهم ولا كيف يعنى ؟!! بعدين البصدر القرارات دى منو ؟! !!! . الاولاد ديل ما تدوهم القاعة، البنات ما يدخلوا الجامعة بعد ستة مساء ، الاساتذة بعد الستين ما بلزمونا ، ال( تى شيرت) ممنوع !! عايزين واحد يفهمنا !!
* يحدث هذا للاسف الشديد فى الوقت الذى تعانى فيه الجامعة من مشاكل اساسية وكبيرة ولا تجد من يحلها، بل لا تجد حتى من يتوقف عندها لحظة واحدة، وهى كثيرة جدا ومتنوعة، ولكننى سأكتفى بمثال واحد ، حدث لى شخصيا ، ولا يزال ، ولم يحدثنى به أحد !!
* الحكاية باختصار شديد اننى احاول منذ قرابة العام معادلة شهاداتى التى حصلت عليها من جامعة الخرطوم ، بواسطة مؤسسة تقييم دولية للدرجات الاكاديمية، للالتحاق بجامعة( تورنتو ) الكندية فى وظيفة ( باحث مشارك) قبلت لها بشكل مبدئى قبل عام كامل ، ولكن لم تكتمل الاجراءات الرسمية حتى هذه اللحظة ، لان شروط القبول تحتم اجراء معادلة للشهادات لمقارنتها بالمستوى الكندى المطلوب للالتحاق بالوظيفة، وقد جاء( التقييم الكلى) للشهادات التى ارسلتها بالبريد مطابقا للمستوى الكندى ، وبناء على ذلك بالاضافة الى اجتياز الشروط الموضوعة تم القبول المبدئى بينما يتوقف القبول النهائى على نتيجة تقييم المواد التى درستها فى الجامعة كل على حدة ، وتحتم شروط مؤسسة التقييم ان ترسل الجامعة، وليس الشخص، الشهادات والمستندات اللازمة لاجراء التقييم، وذلك لضمان اعلى درجة من المصداقية والصحة لها !
* قامت المؤسسة من جانبها بمخاطبة جامعة الخرطوم أكثرمن ثلاث مرات عبر البريد العادى والالكترونى والفاكس ، ولم تتلق ردا شافيا حتى الان ، وعندما تدخلت وتحدثت مع أكثر من شخص فى مناصب اكاديمية وادارية رفيعة بالجامعة وجدت بعضهم لا يعرف شيئا ، ليس عن الموضوع، ولكن عن التقييم نفسه، ولا يعرف ما هو التقييم أو الهدف منه ولم يسمع به فى حياته ، وكثيرا ما سئلت بدهشة كبيرة من بعض الذين لجأت اليهم فى الجامعة للمساعدة .. ( تقييم شنو ؟! ) ، مع انه شئ معروف جدا ومعمول به فى كل الاوساط الاكاديمية فى كل انحاء العالم ، ومن بينها جامعة الخرطوم التى مر كل اساتذتها الذين درسوا او عملوا بالخارج، بهذه الاجراءات .!!
* بالاضافة الى ذلك، فلا أحد يرد على الرسائل او الفاكسات، ولا احد يجيبك اذا سألته عنها ، ولا يعرف احد مكانها واين ذهبت ، والبريد الالكترونى الرسمى للجامعة يعمل بالمزاج ويتعطل أكثر مما يعمل ، ومن المضحك انك اذا ارسلت رسالة الكترونية لاحد ، لا بد ان تتصل عليه هاتفيا لتخبره انك بعثت اليه برسالة حتى يرد عليها، هذا اذا تفضل بالرد على مكالمتك الهاتفية على الموبايل الذى تدفع الجامعة فاتورته !!
* عام كامل وانا أحاول ، ومؤسسة التقييم تحاول، ولكن لا حياة لمن تنادى ، وفى احدى المرات التى كلفت الجامعة خاطرها بالرد، كتبت اسمى خطأ رغم ان الاسم مكتوب بحروف واضحة جدا فى الرسالة التى ارسلتها المؤسسة للجامعة وبعثت لى صورة منها !!!
* هذه هى جامعة الخرطوم ايها السادة ، ولكن ليس غريبا ان تكون كذلك ما دام همها الاكبر هو ما تأمر به حرسها الجامعى للقيام به تجاه المنتمين إليها ، أما العلوم والبحوث والشؤون الاكاديمية ، بل حتى مجرد الرد على المكالمات والرسائل البريدية ، فهذا ليس من مهامها وواجباتها ، أسأ ل الله لها الرحمة !!
drzoheirali@yahoo.com
مناظير - صحيفة السوداني - العدد رقم: 1218 2009-04-3