الأحد، 5 يوليو 2009

إذا لم تستح !!



منعت الرقابة الامنية نشره
إذا لم تستح !!
د.زهير السراج

* ليس مهما من هو الذى كتب قانون الصحافة الجديد ومن قدمه لمجلس الوزراء، ولكن المهم أن تكون النسخة التى تخرج من البرلمان هى التى تلبى رغبة المجتمع فى وجود قانون يحرر الصحافة من سيطرة الحكومة ويتيح أكبر قدر من حرية العمل الصحفى وتلقى ونشر المعلومات، وليس مهما بعد ذلك نوع ومقدارالعقوبات التى توقع على المخالفين فى قضايا النشر الصحفى وان كان من المفترض ان تتناسب مع نوع المخالفة، وليس الغرض منها تهديد الصحفى وتخويفه والتأثير عليه ومنعه من القيام بعمله، كما يفعل القانون الجديد الذى حدد الغرامة فى قضايا النشر الصحفى بخمسين ألف جنيه ( خمسين مليون قديم )، وهو مبلغ ضخم جدا لا يتناسب مع المخالفات الصحفية المعروفة، خاصة أن من حق المتضرر ان يطالب بتعويض مادى مقابل الضرر الذى وقع عليه خلاف الغرامة التى تحكم بها المحكمة !!

* للأسف، صارت القضية الاساسية للبعض، ليس تعديل القانون وإنما مهاجمة الجهة التى قدمت مشروع القانون الجديد ــ أو الحركة الشعبية ــ كما يزعم البعض، وهى أكبر دليل إدانة للقانون الجديد ــ أى الهجوم على الحركة ــ بافتراض أن الذين يهاجمونها إنما يفعلون ذلك لأن القانون الذى قدمته سئ ومشين، ولكن من الغريب أنهم يتبنونه ويدافعون عنه ويريدون إجازته فى المجلس التشريعى، وعندما يحتج عليهم الناس، يتحججون بأن الحركة هى صاحبة القانون، وليسوا هم، وهو منطق مختل بكل تأكيد لا يمكن القبول به أبدا إلا إذا لم تكن تلك هى الحقيقة، وأن الحركة الشعبية ليس لها علاقة بالقانون الجديد !!

* وهب أن الحركة الشعبية هى بالفعل من إقترح القانون الجديد، لكنها اكتشفت أنها أخطأت وأرادت أن تتراجع عن هذا الخطأ، فلماذا يعيبون عليها ذلك، ولماذا يتبنون القانون السئ ويتصدون للدفاع عنه ؟! هل هو كتاب مقدس، أم أنها محاولة ساذجة للانتفاع من ذلك الخطأ، ثم الاصرار على إلصاقه بالحركة ؟!

* القضية ليست من أين جاء القانون، ولكن هل هو قانون سئ أم قانون جيد، ولماذا يصر عليه الذين يلصقونه بالحركة، بينما تراجعت هى عنه ؟!

* قديما قال الشاعر: لا تنه عن خلق وتأتى مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم

* أم أن الذين يعيبون الحركة على قانونها ثم يتبنونه ويدافعون عنه، لم يسمعوا بهذا الشعر، أم أنهم من الذين لا يستحون ؟!




drzoheirali@yahoo.com
مناظير - صحيفة السوداني - العدد رقم: - 2009-05-21