دهاقنة الكذب والخداع 2 (نزعته الرقابة الامنية من النسخة الورقية)
دينق قوج
قلنا بالامس بأن المؤتمر الوطني احترف الكذب ولايقبل بالحق إلا عندما يجبر عليه ، فالضغط الذي تعرض له جعله يقبل اضافة باب كامل في القانون الجنائي وتهرب كأن شئ لم يكن علي الاطلاق في أمر التعديلات الاخري التي قدمتها الحركة الشعبية، بل وصلت بهم الجرأة بأن يحاولوا ارهاب النواب وذلك بالطريقة التي تحدث بها غازى صلاح الدين علي الرغم من الوقار الذي كنا نعتقده في الرجل ولكن للاسف انجرف الرجل للتيار العريض في حزبه وهو الغوغائية والارهاب الفكري...
لقد تحدث غازي بعيداً عن اللباقة.. فلم تكن اللائحة تسمح له علي الاطلاق بأن يعقب علي حديث النواب ناهيك عن أن يذكر الاسماء ويصر علي ذلك بأنه من حقوقه فعل ذلك!!!!
كذلك محاولة تقويل رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية كلاماً لم يقله في نفس السياق الذي أدخله غازي صلاح الدين وذلك لكي يحمس نوابه للتخندق حول التعديل الفضيحة الذي قبله المؤتمر الوطني وضرب عرض الحائط بجميع التعديلات الاخري، أنه من الأهمية التأكيد بأن الذين أثاروا النقاش في البرلمان في جلسة أول أمس لم يرفضوا في الأساس الاضافة... فهي اضافة ايجابية للقانون... بل رفضوا الطريقة التي قدم بها القانون – أن التعديلات المطلوبة في القانون الجنائي علي الأطلاق لم تكن المادة الجديدة فقط هي المطلوبة... بل هناك العديد من المواد التي من المفترض تقديمها للتعديل... أن الخطوة التي قام بها نواب المؤتمر خطوة منسجمة مع التوجيهات الهادئة لفلسفة المؤتمر الوطني... وهي الكذب والخداع ولا شئ قبل ذلك ولابعده... فما معنى أن تتفق علي تعديل ومراجعة كل القوانين وعندما تأتي للقوانين الجوهرية والمفصلية يتم فقط تقديم القشور ويظل لب القوانين كما هي مليئة بالألغام ومليئة بالشمولية التي ما بارحت عقولهم علي الاطلاق... أنه من الاهمية أن يتم فضح الطريقة التي يتعامل بها المؤتمر الوطني مع القوي السياسية المختلفة، فالاتفاقية الراهنة هي التي أكسبت الشرعية الدستورية للحكومة الحالية فعليها أن تحترم شركاءها في الحكم وأن تتعامل بالصدق والندية وليس الغش والكذب والخداع كما تعودنا منهم ومن دهاقنة الكذب والخداع القاطنين في جوف المؤتمر الوطني.
ونواصل...