نساء.. ولكن..!!(نزعت الرقابة الامنية فقرات مهمة منه)
فائز السليك
السعودية تقدمت خطوة واختارت امرأةً لمنصب نائب وزير التعليم وفي بلادنا يخرج علينا مسئول رفيع في المؤسسة التشريعية وهو نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي محمد الحسن الأمين؛ ليقول إنه لا يخشى من محكمة الثلاث نساء، أو " نساوين" كما اشير في متن الخبر الصحفي بإحدى الصحف اليومية، هو يريد هنا تحقير المحكمة الجنائية فربطها بالنساء القاضيات، وربما يتفق السيد الأمين مع علاقة المرأة واللغة العربية، وهي لغة قد ظلمتها في كثير من الجوانب، وأنه " إذا ما تولّى الرجل منصب القضاء فيقال عنه أنه قاضٍ، أما إذا تولت المرأة منصب القضاء فيقال عنها أنها قاضية...!!
والقاضية هي المصيبة العظيمة التي تنزل بالمرء، فتقضي عليه، ونشير هنا إلى إحدى الكتابات المتحاملة على المرأة ولكن في ظرف وبطريقة هي طريفة حيث تقول "يقال أنّ اللغة العربية ظلمت المرأة في خمسة مواضع وهي:
أولا: إذا كان الرجل لا يزال على قيد الحياة فيقال عنه أنه حي..
أما إذا كانت المرأة لا تزال على قيد الحياة فيقال عنها أنها !!... حية.
ثانيا : إذا أصاب الرجل في قوله أو فعله فيقال عنه أنه.. مصيب..
أما إذا أصابت المرأة في قولها أو فعلها فيقال عنها أنها مصيبة.
ثالثا: إذا تولى الرجل منصب القضاء فيقال عنه أنه قاضٍ..
أما إذا تولت المرأة منصب القضاء فيقال عنها أنها قاضية ...!!
والقاضية هي المصيبة العظيمة التي تنزل بالمرء فتقضي عليه!!
رابعا: إذا أصبح الرجل عضواً في أحد المجالس النيابية فيقال عنه أنه نائب
أما إذا أصبحت المرأة عضواً في أحد المجالس النيابية فيقال عنها أنها نائبة..!
وكما تعلمون فإنّ النائبة هي أخت المصيبة.
خامسا : إذا كان للرجل هواية يتسلى بها ولا يحترفها فيقال عنه أنه هاوٍ.
أما إذا كانت للمرأة هواية تتسلى بها ولا تحترفها فيقال عنها أنّها هاوية !!.
والهاوية هي احدى أسماء جهنم.
لكن وجود المرأة في منصب القضاء يعده البعض لطفاً لأنّهن أكثر رقة، وأكثر ميلاً للانسانية من الرجال، ولكن ذات الميل ربما يجعلهن أكثر عنفاً تجاه قضاياهن، ويدفعهن الى الحقد على الجنجويد، وعلى الرجال القساة، وربما يخرج علينا سياسي آخر ويقول " لا نخشى بلد المرأتين، في اشارة الى هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية، وسوزان رايس سفيرة ذات البلد في الأمم المتحدة بمنصب، ويبقى الخوف من محكمة وبلاد الخمس نساء، وربما يكن نسوةً غليظات، مخيفات، برغم وداعتهن داخل المنزل، وهو ما يتضح في هيلاري التي اشتهرت امرأة أخرى بعلاقتها مع زوجها وهي مونيكا لوينسكي، لكن هناك فرق بين وداعة المنزل وطاعة الرجل، وبين قوة الإرادة وطاعة الإدارة.
لكنا نحن لا زلنا نتناقش حول الختان، ونصور النساء بأنهن نساوين، وحتى وزيراتنا لا ندري دورهن في صناعة القرار، فوزيرة تطارد بائعات الشاي في الطرق، وهي سعيدة بملاحقة بنات جنسها، وأخرى أظن أنها مشغولة بوضع "البواريك فوق رأسها، لتظهر أكثر وسامةً، ولتكمل البروتوكول، وأخرى بين بين، وربما هو ما دعا السيد المحامي الى التحقير من شأن النساء بقوله إن حكومته لا تخشى من محكمة الثلاث نساء، وهن قاضيات المحكمة الجنائية، وليت الرجل قال إننا لا نخشى المحكمة الجنائية، ولا نخشى أوكامبو، فيبقى الأمر طبيعي ومقبول ومنسجم مع الخط العام لحزبه الحاكم.
وينشغل الناس هنا بأمور إباحة ختان الإناث، وإسقاط المادة "13" من قانون الطفل، وهي ردة أخرى، ورجعة إلى الوراء إلى أزمنة الحريم والنسوة، والعادات الفرعونية، والختان الفرعوني لمن لا يعرفه؛ فقد كانت عادة الخفاض الفرعوني عند الفراعنة القدماء، وبالأخص في عصر رمسيس قَبل الميلاد بأكثر من ألف سنة، ودخلت على السودان من طريق الفتوحات الفرعونيّة على بلاد النوبة. كما إن ملوك بلاد النوبة قد استولوا على مصر، فانتشرت عادة الخفاض الفرعوني في وادي النيل". لكن باحث مصري وهو الدكتور محمّد فيّاض يرى في ذات الدراسة وفي ذات الموقع أن القول بوجود ختان الإناث في مصر القديمة هو أكذوبة تفتري على المصريّين الفراعنة. ويضيف في أحد أبحاثه :"إن ختان الأنثى لم يكن معروفاً لدى الفراعنة المصريّين، الذين حرصت حضارتهم وتحضّرهم على تكريم المرأة وتبجيلها، ليس فقط كملكة تَحكُم وإنّما كإلهة تُعبَد. وقد قضيت عشرات السنين أدرس مئات الكتب والمراجع عن الفراعنة، وأفحص البرديات الطبّية التي تعرّضت لكل ما يخص المرأة من أمراض وأعراض وعلاجات، فلم أجد إشارة واحدة إلى ختان الأنثى في أيّة أدبيات [......]، يبقى أن أقول إن هذا الربط الزائف بين الفراعنة وبين ختان الأنثى، ربّما يرجع إلى فترة الإنحطاط التي وقعت فيها مصر تحت احتلال الأجانب الوافدين من إفريقيا. وكان طبيعيّاً أن تنتقل إليها في عهدهم بعض عاداتهم وممارساتهم، ومنها الختان".
ختاماً
أعجبتني هذه المقاربات بين الرجل والمرأة، برغم غضبي من تصريحات نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي محمد الحسن الأمين، التي يحقر فيها المرأة حين أراد تحقير المحكمة الجنائية، لكن شكراً للملكة العربية السعودية وهي تؤكد أن ثمة أمل في آخر النفق برغم تراجعنا نحن إلى عصر الحريم، والى الخلاف حول جدوى الخفاض الفرعوني..
المراة والرجل أكثر من لغة:
المراة : العطرالزكي والكلمة الشجية.
الرجل: الأنف الذي يشم ذلك العطر والأذن التي تنصت وتعي ما تسمع.
المراة: تتحدث ليسمعها الرجل.
الرجل: ينصت ليسمع ما تقوله المرأة.
المراة: أقوى من الرجل بعذوبة أنوثتها.
الرجل: أقوى من المرأة بعنفوان رجولته.
المراة : رقيقة وهي أنثى.
الرجل : قوي وهو رجل.
المراة : دفء.... وحنان .... وسكن.
الرجل : أمانة..... وقوة...... وعطف.
المرأة : وزارة الداخلية لا يستتب الأمن في المنزل إلا وهي على رأسه.
الرجل: وزارة الخارجية ليحمي ذلك الكيان الآمن الشامخ.
وما بين المراة والرجل أكثر من لغة.
(نقلاً عن الانترنت).
وإن كان لي تحفظ على بعض الآراء الواردة لكنني؛ أكثر تحفظاً في حكاية هي وزيرة الداخلية لا يستتب الأمن في المنزل إلا وهي على رأسه، وطبعاً حين يدخل الرجل بيته تظل أنفاسه محبوسة وتحركاته معدودة، لأنّ الشرطي أو الحكومة تتربص به الدوائر، وتفتش عن كل شيء بما فيه "صندوقه الأسود"، أو هاتفه الجوال، لتقرأ آخر الرسائل، وترصد آخر المحادثات، وبالطبع هو أمن صوري، وشكلي، مثل الأمن المفروض بالقوة، والقمع لحفظ النظام لا حماية المواطن، أما حكاية الرجل: وزارة الخارجية ليحمي ذلك الكيان الآمن الشامخ، فهي الأخرى مطعون في صحتها لأنّ الرجل ربما يوظف علاقاته العامة، ودبلوماسيته في تحقيق مكاسب لايحققها في ظل بسط الأمن الشامل، وصافرات الإنذار، وسيارات المطافئ، وعسس الليل، وطيور الظلام.