الأربعاء، 10 يونيو 2009

أبواب الشر مَنْ فتحها؟! (3 ـ 3)(نزعته الرقابة الامنية)



أبواب الشر مَنْ فتحها؟! (3 ـ 3)(نزعته الرقابة الامنية)
ياي جوزيف

نواصل الحديث حول الأحداث والحملات الكثيفة والادعاءات الأخيرة.. رغم أنف الأبالسة لكن إذا كانت آلة موت (التمكينيين!!) لا ترحم، في المواجهة مع خصومها، فكيف يمكن تفسير ارتداد هؤلاء الخصوم على أبناء جلدتهم بقسوة يستعصي وصفها، في عملية نحر بالجملة لهم.. ومن دون أي ذنب جنوه؟! بينما تغلي البلاد في نوبة متصاعدة من مهددات الانهيار الذي جلبته أصولية (الجماعة)، والتي وضعت البلاد على خط المواجهة وتنشئة التطرف وإشاعة روح الفوضي والاحتقان في وسط الشباب الخائبين والمحاطين باشخاص مهووسين ومتطرفين.. وهؤلاء (الجماعة) ساهموا في إكثار بكتريا العقل الغوغائي ضد الآخر.. وتنتشر بقوة عبر الببغاوات الاعلامية أمثال المتشوع الطيب مصطفى والنبي الكذب والسفاح إسحق فضل الله وصحائف الاثارة والتطبيل والذين يستميدون شرعيتهم من قبل السلطة. هناك من يتجاهل ويُهوِّن ويخفف من خطورة الإرهاب الفكري واللفظي،وينسى أن التحريض والتخوين والتكفير هو المقدمة للإرهاب والتصفيات الجسدية والاغتيالات. فما الذي يمكن ان يمنع هدر (دم ما) بواسطة شيوخ التكفير الدينيين لو تم تكفيره ووصفه بأنه كافر وخارج عن الملة، أو إنه خائن للأمة وينفذ مخططاً اجنبياً بهذه التفاهة!!... وهذه أهم معادلة في فقه الترهيب، والتشدد والاغواء دون عوائق في دنيا (صعاليك) إسحق فضل الله وغيره، وهذا النهج غالبا ما يكون مدعوما تكتيكيا من قبل (التمكينيين!!) وتبقى الارضية خصبة لنشوء وافتعال فتن الابالسة الارهابية. نجد أن هؤلاء (الجماعة) أنفسهم قد تورطوا في حملات وبرامج تمتد لعقود زمنية لزعزعة الاستقرار البلاد على قرار المثل الشعبي (يا فيها يا نطفيها) لهدم الأنظمة الاجتماعية المتسامحة نسبياً، إلا أن (التمكينيين!!) بدلاً من العمل على دعم دعائم الاستقرار الذي يخدمهم أولاً قبل الآخرين بدوا يفتحون الأبواب التي منها يخرج الشر ويشعلون نيران الافتتنان والاحتقان وعدم الاستقرار الذي يؤدي إلى المزيد من الموت والتخلف وقد بذلوا كل ما في وسعهم لهدم مقومات الدولة التي استمرت لاكثر من (50 عاماً)، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء فيما يتعلق بالحقوق الاساسية للإنسان السوداني، وحرمانه من حرية الاختيار، ولكننا لا نستغرب من سلوكيات الانقاذ ولن نقترب من قلب المشكلة لان الرؤية الدينية المتطرفة القائمة على معاداة المرأة، ومعاداة القيم الانسانية، ومعاداة الديمقراطية، ومعادة التعليم المؤدي بأية صورة من الصور إلى التحرر، والقائم على العنصرية والمعادي أساساً للحرية، والتي يتم تمويلها عن طريق كل من يقود السيارات الفارهة على الطرق هي أشد الرؤى تدميراً في عالم اليوم.. خلاصة القول يشكل ما نشاهده اليوم من الدوغمائية المتدرعة بالثياب المقدسة الدينية والتي تستوطن العقول وتوغل في إنتاج انساق متخلفة من (الاقزام!!) السياسية الطائفية التي ألحقت وتلحق بنا حتى الآن افدح الأذى بوحدة النسيج لجماهيرنا اجتماعياً وانسانياً. وإذ تطفو اليوم على سطح وعيه السياسي حصراً وليس الاجتماعي او الإنساني قطعاً، ظاهرة شاذة وهي (الارهاب) وتكمن في ظهورها بذور خراب شامل يمكن له ان يطيح بكل المنجز الحضاري والعتيد للانسان السوداني، الا وهي ظاهرة الدوغمائية لاذيال مشروع الانقاذ. واستخدمت في ذلك الكثير من التضليل والخداع لاجتذاب شرائح واسعة من الجماهير، ما يشبه تجربة (النازية) في الترويج والدعاية الدوغمائية التي كانت تمارس وفق (اكذب.. اكذب.. ثم اكذب حتى يصدقك الناس)، وقد تجلى ذلك بمهارة في خطب (التمكينيين) المتأججة بالحماسة والتي راحت تعصف بعواطف الجماهير وتلهب مشاعرهم عبر تلقينهم أطروحة أشبه بالنازية الدوغمائية بتفوق العنصر الآري.