الأربعاء، 10 يونيو 2009

أربعة أعوام من الإحباط ..!! (1-2)(نزعته الرقابة الامنية من النسخة الورقية)



أربعة أعوام من الإحباط ..!! (1-2)(نزعته الرقابة الامنية من النسخة الورقية)
ياي جوزيف


اليوم 9 يناير ـ يعتبر لدى الكثير من الناس بـ (عيد السلام) والآخرين يطلقون عليه (أهم) يوم لأكبر إنجاز (دولي) شاهدته القرن الحالي ـ وهو وقف دائم لإطلاق النار لحرب (أهلية) راحت وقتل أكثر من (مليوني ونصف) بجنوب السودان، فالحقيقة التي يمكننا الوقوف عندها، ونحن نحتفل بهذا (اليوم)، من مكاسب واخفاقات وتحديات متشابكة ومتداخلة والتي تلمسناه ونحن نطوّق علي صفحات العام (الثالث) ونستقبل (الرابع) من ميلاد اتفاقية السلام الشامل (CPA) وأحياناً مسماة باتفاقية (نيفاشا) في كتب السياسة.نحتفل ومستقبلنا السياسي على (كف العفريت!!) وبينما تعصف به العواصف (الأزماتية!!) من كل ركن من أركان الحياة. فلقد تعرضت (الاتفاقية) لاهتزازات وابتزازات (جمة) كادت أن تنزف بها إلى مستنقع الهوان والزوال. لم تكن (2008م) عام ميسر لـ (نيفاشا) من حيث إنفاذها، بل خلفت وراءها (سحب) كثيفة من أزمات وصدامات عنيفة في أطار التخاذل وعدم تنفيذ بنودها؛ فكانت مسألة (التعداد) السكاني أن تكون إحدى (نقاط) انهيارها وفضها!!، ثم توالت معارك دموية (بأبيي)، وخلافات حول إدارتها!! .. إشكالية تحديد الحدود بين الشمال والجنوب على ضوء بروتوكول (مشاكوس)، حجب نصيب حكومة الجنوب من إيرادات النفط بـ (بنك السودان المركزي؟!) ومطالبة نافذة بنك الجنوب أن تستلم إيراداتها بالعملة المحلية بدلا عن الدولار حتى لا يكون هناك احتياطي لها، وحتى اللحظة لم تحل ولأسباب واهية؟!!.. قضايا (الوحدة) من تنمية متوازنة، وتعديل لقوانين الانتخابات، الجنائية، الأراضي، الخدمة المدنية، الصحافة والمطبوعات، الأمن، الشرطة، الجيش، قانون الاستفتاء لـ(حق تقرير المصير)، مبادرات سلام دارفور، احتجاج (مناوي) واعتكافه عن القصر، قضية تسريح المليشيات، قضايا المحكمة الدولية ومذكرة (أوكامبو)، تكهنات واتهام الحركة الشعبية بالأسلحة على متن (فاينا) الأوكرانية والتي قرصنت على ساحل الصومال، قضايا المسيحيين بالعاصمة القومية (الخرطوم)، مسائل تتعلق بزيارة (وفود) الحركة الشعبية لأمريكا واتهامهم بالعمالة وغيرها، القائمة طويلة لا تعد ولا تحصى ويمكننا أن نحكي ونحكي دون توقف عن الاخفاقات التي تلازم ومازالت تواجه (نيفاشا) والنية (المبيتة) من (الوطني) إلى العودة للحرب مرة أخرى. ولتبسيط الشكل المتكامل لـ (نيفاشا) فهي أشبه بقصة الفيلسوف الإنكليزي (برتراند راسل) ويحكى انه دخل يوماً إلى قاعة الدراسة وهو يحمل صورة رئيس وزرائه الشهير (تشرشل) حيث قام بتمزيق الصورة ونثرها امام الطلاب، ومن بعده طلب من الطلاب الحاضرين التعرف على صاحب الصورة (الممزقة!!)، فاختلفت الإجابات بين قائل هذا (تشرشل) وآخر يجاوب هذه عين أو رجل أو ذراع (تشرشل)، لكن عندما اختلف الطلاب في إعطائه اجابة واحدة يتفقون عليها قام (راسل) بإعادة تركيب الصورة مرة أخرى فظهر بان هذه الصورة لـ (تشرشل). المهم (راسل) أراد أن يظهر لطلابه أن الحقيقة ليست ذات وجه واحد أو بعد واحد بل هي متعددة وهرمية ومركبة ولا يمكن رؤية الحقيقة إلا في صورتها الكلية لأن (الاختزال) في جزئية هو تشويه لها. عموماً، هذا وذاك من الكلام، يجعل صورة ذلك (الأهبل!!) تتبادر إلى ذهن كل واحد منا والذي يقول الاتفاقية (تمام) ويُخاطب ضمائر الشعب المتأزمة بأفعال غير واقعية اصلاً .. ومنبوذة!!، فتجزئة إنفاذ (نيفاشا) غير مقبولة، ونريدها كاملة مطبقة!.. هل ما يجري الآن بالفعل حقيقية؟! .. طبعا "لا"، فلماذا الإصرار على التشويه؟!.. وهناك رابط خفي بين (كتّاب الهوس) في دفن روؤسهم في رمال لم أجد له تفسيرا؟! .. ثم الجعجعة؟!.. ماذا فعلتم بإنفاق ألوف المليارات من عوائد النفط؟! .. وماذا أتيتم به غير الكبت وفظائعكم اللا إنسانية التي أرهقت البلاد، وأفقتم التطرف؟!.. وكم من المال السليب والمهدور والثروات المسفوحة على شهوات (مُطبلي) التمكين؟!.. إنّه جنون أوسع من ذلك، وما هي حدوده؟! .. الاتفاقية ليست بخير، وهل نحتفل بمزيد من الاحباط في 2010م؟!.. يتبع،،،،،