الاثنين، 22 يونيو 2009

ملكال (3) (نزعته الرقابة الامنية من النسخة الورقية)



ملكال (3) (نزعته الرقابة الامنية من النسخة الورقية)
دينق قوج

وقبل أن تنقشع أغبرة الدخان ظهرت العديد من الفضائح، التي ظهرت وستظهر خلال الأيام القادمة. فقد عقدت جامعة اعالي النيل واتهمت بالفم المليان (حسب ادارتها) ما سمتها: بمليشيات قبريال تانغ باقتحامها للحرم الجامعي؛ بل اتهمتها بنهب وسرقة كل الموجودات. ولكن الشئ الملفت في الأمر حسب ادارة الجامعة، فقد أتلفت جميع الكمبيوترات والمستندات الجامعية ـ الدراسية والمالية وغيرها؛ بل تعدى الأمر حتى وصل مرحلة ذبح جميع الأبقار التي كانت توجد داخل الحظيرة المخصصة، وهي أبقار تابعة لقسم الانتاج الحيواني.ولكن أود هنا أن أصحح البروفسير أكوي دوال أكول، مدير الجامعة: بأن الذين نفذوا الأمر لايمكن أن يكونوا مليشيا بل هم جنود يعرف الجميع الى أي جهة ينتمون! وأي القيادة يتبعون؟ ويعرف الجميع من أي معسكر ـ يرتكزون؟ ومن هم قيادتهم؟؟.. يعلم البروف علم اليقيم: بأن مدينة ملكال؛ بل جميع أنحاء جنوب السودان خالية من المليشيات، والذين يقصدهم هم قوات حكومية. ويعلم البروف أيضاً بأنهم عندما وصلوا الجامعة كانوا أمامهم دبابات.. واسأل طلابك.. الى أي جهة كانت تتبع الدبابات؟؟.. الكل يعلم والبروف يعلم بأن الشخص الذي يمكن أن يسأل في هذه الخسارات الضخمة: هو عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع، لأن القوات التي عبثت بجامعة أعالي النيل هي قواته.. نعم أنهم كانوا مليشيا في الماضي أما الآن فهم قوات حكومية لابد لها أن تنضبط عند القتال.. لقد كان اتهام البروف أكوي واضحاً، وهو كما نعلم ليس محسوباً على الحركة الشعبية على الاطلاق؛ بل يعلم الجميع الى أي حزب ينتمي.. وهو بكل تأكيد ليس في مصلحة المؤسسة التي يديرها استعداء اي جهة حكومية.. ولكن لقد فاض بهم الكيل.. هناك جهات لها مصالح مؤكدة في عدم استقرار السودان.. مثلما توجد جهات خارجية تعمل ليل نهار على ذلك.. فاللأسف هناك أيضاً جهات ومنظمات رسمية حكومية تعمل لتلك لأغراض معلومة لكل الناس. وهم الذين سمحوا لتانغ بالعودة الى ملكال؛ ليس لتلقي العزاء كما نشروا بل لنشر الفتنة واشعال الحرائق. وهم نفس الجهات التي نظمت له المؤتمر الصحفي، وتم تمليته بما يجب أن يقوله.. فالحديث عن حرب بين الدينكا والنوير هي أماني تلك الجهات، ونسف السلام هي أمانيهم المؤكدة. ولكن الذي لا تعلمه تلك الجهات بأنها سوف لن تجني أي شئ من هذا الاستثمار.. فالذي يستثمر في الفتنة لايحصد الا النار، والنار تأكل كل ما خلفها أو أمامها!! وهم بالفعل أول المتضررين. نواصل