الأربعاء، 10 يونيو 2009

لا مفاوضات بالدوحة غدا !!(نزعته الرقابة الامنية)



لا مفاوضات بالدوحة غدا !!(نزعته الرقابة الامنية)
كمال الصادق

لم يجف مداد تحذيرنا للوساطة القطرية والمبعوث المشترك لسلام دارفور جبريل باسولي من عواقب الإسراع بإعلان الجولة الجديدة لمفاوضات الدوحة الخاصة بدارفور يوم غد الاربعاء حتى اعلنت الحركات المسلحة الدارفورية بلا استثناء وبمبررات مختلفة انها غير معنية بالجولة الجديدة غداً، وهذا عين ما حذرنا منه الوساطة وطلبنا منها التريث والتشاور وإحكام التنسيق قبل الإعلان عن انطلاق المفاوضات. فقد اعلنت حركة العدل والمساواة أمس الاثنين أنّها لن تدخل جولة مفاوضات الدوحة غداً ما لم تنفذ الحكومة اتفاق حسن النوايا الموقع بينهما في وقت سابق من هذا العام. وقال أحمد حسين آدم المتحدث الرسمي باسم الحركة في هذا السياق (ما لم تنفذ الحكومة اتفاق حسن النوايا فإن احداً لا يتوقع نجاح أي جولة قادمة للمفاوضات)، ورفضت أيضاً حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور المشاركة في مفاوضات الدوحة غداً، وقالت إنّها لن تشارك في أي مفاوضات إلى حين عودة الأمن في دارفور ونزع سلاح الجنجويد وإخلاء
الأراضي المحتلة من قبل القادمين الجدد من خارج السودان.
هذا الرفض لم يتوقف فقط عند هاتين الحركتين بل إنّ الحركات الموقعة على ميثاق طرابلس وتضم على سبيل المثال حركة تحرير السودان الوحدة وحركة تحرير السودان بقيادة خميس أبكر والجبهة المتحدة للمقاومة والجبهة الثورية المتحدة أعلنت أمس أنّها لم تتلق حتى الأمس أي دعوة للمشاركة في جولة المفاوضات المنتظر انطلاقها غداً، في الدوحة، الأمر لم يتوقف عند هذه الدرجة بل تعدى إلى اتهام الوساطة بترتيب هذه الجولة فقط للحكومة وحركة العدل والمساواة واستثناء الحركات الأخرى من المشاركة وتجاهلها المشاورات حول ماينبغي عمله للخطوة القادمة وقد قال في هذا السياق امس الاثنين احمد عبد الشافي زعيم إحدى فصائل حركة تحرير السودان أن الأجواء غير مهيأة لاستئناف مفاوضات الدوحة غداً الأربعاء وأعلن أحمد عبد الشافي في هذا السياق أنّ المفاوضات المقرر انطلاقها غداً ثنائية بين الحكومة وحركة العدل والمساواة وبالتالي هم غير معنيين بها .
هذه التطورات تعني شيئاً واحداً أنّه لن تقم غداً جولة للمفاوضات السلام في دارفور حسبما اعلنت الوساطة في العاصمة القطرية الدوحة وهذا أمر يؤسف له والسبب هو سوء التحضير والإعداد وضعف التنسيق والتشاور مع كافة أطراف النزاع في الإقليم وأخشى أن يؤدي هذا إلى وأد المبادرة القطرية إن لم تكن في طريقها إلى ذلك ودفع الأطراف ودول الجوار المتنازعة حول الملف والمجتمع الدولي للبحث عن منبر آخر.. ولنا عودة،،