الأربعاء، 10 يونيو 2009

رغم أنف الأبالسة..!!! (نزعته الرقابة الامنية)



رغم أنف الأبالسة..!!! (نزعته الرقابة الامنية)
ياي جوزيف


كنت من الذين فضلوا الصمت في بداية أحداث محاولة تفجير مقر الحركة الشعبية لتحرير السودان بمدينة الخرطوم (أركويت) كي لا نصب الزيت على النار، على أمل أن تعود الأمور إلى هدأتها، وعندما اشتدت الامور وحصل المغالطات كما جاء في بيان الناطق الرسمي باسم الشرطة قائلاً: (عدم وجود أية مؤشرات لانفجار إذ لم يتضح وجود مركز انفجار أو حفر انفجارية بالموقع.. والفريق الفني أخذ الموجودات بالموقع ومن بينها بعض المواد التي تحتاج لمزيد من الفحص والتحقق ما إذا كانت تشكل أدوات يمكن أن تستخدم في تفجيرات من بينها ولاعة ولمبة بيان وكمية قليلة من الصوف..) انتهى.إذا كانت الشرطة وأجهزتها والناطق الرسمي باسمها على وجه التحديد قد نسى أو تناسى الحقيقة الراسخة وهي العثور علي عبوة (تي ان تي ـ C4) الناسفة بقرب من المدخل الرئيس لمقر الحركة الشعبية بـ(أركويت) الخرطوم، حيث لم تكن فقط ولاعة ولمبة بيان وكمية قليلة من الصوف كما أورد الناطق باسم الشرطة، بل هناك عبوة (ناسفة) والتي تزن كيلوجرامات وهي الآن في حوزة شرطة محلية الخرطوم لمزيد من الفحص.. فكيف تكون الحكاية (كمية من الصوف)؟!.. باللغه الصريحة (دي كانت قنبلة تودي التوج) والحكاية لو لا خبرة مهندسي الحركة الشعبية بـ(المشتركة) لكانت الكارثة الكبرى، وما قالته الشرطة عبارة عن تشويه للحادثة وتبسيطها بهذه الصورة عبر الإعلام وأيضا هذا تسفيف. وهل ترتدي الشرطة ثوباً انحيازي وهي التي تقوم بدور المحقق وهي محايدة في اعتقاد الكثيرين!... وشعور بعدم الانصاف في تمليك الحقائق قمنا بإطلاق هذه (الصرخة) لعل وعسى ان تجدي صرختنا في وادٍ أصم من يسمعها، لاستقراء الحقائق وتمليكها للناس بشكل عام حول مسببات ومخارج الأزمة ولم تبشر النتائج الفحص والتحقيق حتى الآن بالرد على تلك الاسئلة. دكتور جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان قال في احدي لقاءاته قائلاً: Let me remind those who beat the drums of war that they will be reawakened by the SPLM/A والترجمة: (دعني اذكر الذين يقرعون طبول الحرب انهم سيوقظون بواسطة الحركة الشعبية). وقد ورد في القرآن: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ).. الآية واضحة في معانيها ورسالتها للذين (يشمتون!) في الحركة وكادرها... فمعادلة رسم الامور مازالت هي والحركة الشعبية حتى هي لم تتغير. فإن الحقيقة الراسخة الدامغة الموثقة المدعمة بالمعطيات والحقائق هي أن بلادنا لم تعرف الإرهاب إلا مع (الجماعة) فهم أساتذة الترهيب والترغيب والبطش واصحاب قافلة الإرهاب التي تنطلق من مستنبتات الفكر الغوغائي العنصري الحافل والذاخر والمليء بوقائع الممارسات الإقصائية والإرهابية، وان الفكر العنصري الإرهابي يمارس على مستوى السياسة الرسمية، ولو كان المجال يتيح لنا لسردنا الكثير عن المسكوت والمنبوذ (التمكيني) العنصري فإننا من الجدير أن نؤكد على الفكر السياسي الإرهابي ترسخ في عقلية (المؤتمر الوطني) حيث ذخرت بروتوكولات المفاهيم العنصرية الإرهابية، وتلاحظ ذلك من خلال فتاوي (شيوخهم) التي تحرض كلها إما على اقتراف الإرهاب الدموي ضد (الآخر) كما في جملة من التهديدات على القائد (عرمان) أو غياب ردع الحكومة على (أيديولوجيا التمييز ضد الآخرون) مسألة لا تنكرها الساحة السياسية والاجتماعية من الاغراءات المالية والمناصب الحكومية وتعترف بها الواقع ولا يمكننا في سياق هذا المقال ان نسرد سيكولوجية (الجماعة) العنصرية. صراحة، الحركة الشعبية لا توقفها مثل هذه المسائل على هذا الأساس.. وهي تفهم طبيعة ودوافع العمل الارهابي ضدها أو ضد كادرها وليست عصية على العوام، بل وفق الكم الهائل المتراكم والمتوافر، المتزايد يوماً عن يوم، من المعطيات والحقائق الموثقة الدامغة الراسخة المتعلقة بمسيرة نجاح مشروع الحركة الشعبية الواضحة الملموسة. خلاصة القول: (الجماعة) لجاوا لاسلوب الترهيب والتهديد، وخواؤهم البرامجي ادى الى فشلهم سياسياً، وفكرياً، وعقائدياً، ومنهجياً، مع سبق النوايا والتخطيط والإصرار على تنفيذ (الصراع السياسي) بأبشع الصور والاشكال، كالإرهاب الذي مارسته (الجماعة) بمنظماتها وأجهزتها الإرهابية السرية والعلنية.. ولكن رغم أنف الأبالسة فان السودان الجديد آتٍ ولا محالة.