الأربعاء، 10 يونيو 2009

ذكريات الأغاني (نزعته الرقابة الامنية)



ذكريات الأغاني (نزعته الرقابة الامنية)
أمل هباني

(1) الـ .. عندي ... أنا ما بديهذه الأغنية تعبّر عن الوضع السياسي الراهن تماماً فمطلعها يمكن أن يستخدم في مسيرات الغضب ضد أوكامبو والبرهان على أن الشعب السوداني (لن يدي العندو). وعندما نغوص في داخلها نجدها وكأنها كتبت خصيصا لهذا الموقف، انظر الشطر الثاني من البيت الـ عندي وأنا ما بدي (سفر الشوق البعدي) وسفر الشوق البعدي يشير إلى مطالبة فرنسا بالقبض الجوي على الرئيس السوداني، ولو قطعناها بطريقة العروض لوجدنا أنّ فيها أيضاً رد على الجنائية فسفر/ الشوق/البعدي/ إيقاعها يشير إلى الرد الحكومي (تلقوها عند الغافل) أي أنّ سفر الرئيس الذي سيقوده إلى لاهاي (ستشتاقون له) وفي هذا حكمة ما بعدها حكمة... وتتواصل الأغنية التي يقول بيتها الثالث لأنّي نسيت بيتها الثاني من الحاسد والخواف ربنا عدى وربنا شاف،وهذه الأبيات تعود ذكرياتها إلى تصريح منسوب إلى السيد وزير المالية قبل أشهر يقول فيه أنّ السودان محسود، وعندما نربط البيت الأول بالبيت الثالث يتضح المعنى تماماً (من الحاسد والخواف) ربنا عدى وربنا شاف.. أي أننا وحسب ذكريات الأغاني حققنا النصر و (ربنا شافنا)... لا و بذلك نرشح هذه الأغنية من الزمن الماضي لتدخل سوق التوب (10) في سباق الأغاني جيد لي يا عجب عيني (2) هذه الأغنية على الرغم من أنها من أغاني زمان ما قبل الإنقاذ أيام ما كنا مواطنين (شحاتين) كما قال عنّا الدكتور المبجل مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان حيث كنا نشرب السكر بالبلح ونقف في صفوف لننال حصتنا من السكر والبنزين قبل أن يداوونا (ناس مصطفى عثمان) بالتي هي الداء وهي أن ينبهل السكر في الدكاكين والسوبر ماركت والمولات (شفتو التنمية كيف) ومن على البعد يتفرج عليه المواطنون لأنّهم لا يملكون ثمنه بعد أن رفعت الدولة يدها عن دعمه، والصفوف يا سيدنا و ولي نعمتنا وناقلنا من الشحاتة إلى (السيادة) مصطفى عثمان هي مظهر حضاري وعدلي لأنّها تعني أن الناس يقتسمون مواردهم (بالصف) وهو من أكثر النظم عدلية وتقوم عليه نظرية من يأتي أولاً يستحق أولاً وفي العالم المتحضر يقف الناس لتلقى أي خدمة في صف فالمواصلات وهذه وسيلة لا أظنك تعرفها لأنّها ليس من بينها الموتر الذي قفزت منه الى فارهة الحكومة (ولم تنزل حتى الآن) يقف الناس بالصف ليركب أولاً من أتى أولا و وعي مثل هذا لا يصله مصطفى عثمان لو شرحنا له سنوات... لأنّ بابا مصطفى هذا (أشتر) لدرجة أنّه اعترف بعظمة لسانه أنه هو من أدخل جيش الرب لجنوب السودان نكاية في يوغندا التي كانت تدعم الدكتور جون قرنق عندما كان متمرداً أي أنّه هو الذي (طبز عينه بيده) فالمرحوم قرنق خرج من يوغندا وشارك في حكم السودان بينما لصق جيش الرب بالجنوب ورفض أن يتحرك خطوة منه و(ال تسوي بإيدك يغلب أجاويدك) و(تعالوا نغني) لبابا مصطفى (جيد لي يا عجب عيني .. وأنا بريد عيني... جيد لي روق بالشحات.. وجيد لي ركبوا الفيات.. وجيد لي طلع زيتو مات) وبابا مصطفى يستحق جائزة التوب تن لنفسه وليس للأغنية فما يقوله ضرب من (المحن الماشات ويردحن).