الخميس، 11 يونيو 2009

المسؤولية المهنية....تم حجبه من قبل مندوب جهاز الأمن والمخابرات الوطني


للأستاذ نور الدين مدني الذي تم حجبه من قبل مندوب جهاز الأمن والمخابرات الوطني


المسؤولية المهنية


كنا في حضرة انجاز من انجازات الحكومة ونحن نشهد عملية التحول الثالث والأخير لمجرى النهر عند سد مروي في الخامس عشر من أبريل الجاري وهو اليوم المحدد لإكمال هذه المرحلة التي يبدأ فيها ملء بحيرة السد استعداداً للتوليد الكهربائي المقرر له الربع الأخير من هذا العام.حرص معتمد محلية مروي الدكتور صلاح علي أحمد على عقد مؤتمر صحفي في ختام الزيارة ليس للحديث عن هذا الانجاز وانما للتنبيه إلى ما سيترتب على ارتفاع منسوب مياه النهر تدريجياً إلى ان يصل إلى 36 متراً في موسم الفيضان القادم وكيف أنهم كحكومة لولاية الشمالية حرصوا على اخطار المجموعة المتبقية خلف السد بالمخاطر التي باتت تتهددهم وقال أنهم رتبوا كل ما يلزم لتجنب أي خطر يمكن ان يحدث من القفل النهائي.كان لا بد ان يتحدث السادة الوزراء الذين كانوا أيضاً في حضرة الاحتفال باكتمال هذه المرحلة عن هذا الانجاز, وزير الطاقة والتعدين الزبير محمد الحسن ووزير الري كمال علي ووزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور عوض الجاز ووزير الداخلية المهندس إبراهيم حامد محمود.تحدثوا عن الخير القادم لأهل السودان من هذا المشروع وانه يجسد صورة حية من صور إرادة الإنسان السوداني الذي جاء دوره لصنع المستقبل لأهله وللعالم المحيط به خاصة كما قال وزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور عوض الجاز ان العالم يشهد تصاعداً في أسعار الغذاء، وكيف ان السودان يمكن ان يلعب دوراً مهماً في هذا الجانب لأهله وللعالم من حوله.كان ذلك قبل ان نشهد مخازن التبريد التابعة لهيئة تطوير الزراعة بوحدة تنفيذ السدود ونرى حجم ما تم من إعداد لتقاوي البطاطس والقمح، وكان لا بد ان يتحدث السادة الوزراء في حضرة الصحفيين والاعلاميين عن دور الصحافة والإعلام كشركاء في عملية صناعة التغيير والتبشير عندما اثار الكاتب الصحفي بالزميلة (الأيام) تاج السر مكي أبوزيد أمر الرقابة الأمنية على الصحف التي تؤثر سلباً على الأداء الصحفي، وقد أثرت بالفعل حتى على التغطية الايجابية لهذا الانجاز.لم ندخل في تفاصيل ما دار حول هذا الأمر ولكن لا بد ان نتوقف عند حديث وزير الداخلية المهندس إبراهيم حامد محمود الذي بعد ان قدم التبريرات التي في رأيهم اضطرتهم لذلك حيث قال: نحن في حاجة لاتفاق مع أهل الصحافة.تزامن ذلك مع اتصالات بدأها أهل الصحافة توجت باجتماع في دار اتحاد الصحافيين السودانيين ضم رؤساء تحرير الصحف واتحاد الصحافيين والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات وإدارة الصحافة بجهاز الأمن والمخابرات الوطني تم الاتفاق فيه على تنشيط الآلية المشتركة التي سبق وتوصلت إلى صيغة تراضى عليها الجميع تكون بمثابة ميثاق مهني تلتزم بالعمل على هديه المؤسسات الصحفية.هذا هو المخرج من هذه الأزمة التي ليس من مصلحة أي طرف من الأطراف استمرارها بأي شكل من الأشكال وانما لا بد من ترك كل جهة تتحمل مسؤولياتها المهنية أمام القانون بلا تدخل مسبق تحت أي مبرر.