الأربعاء، 10 يونيو 2009

وقانون النقابات يا شبكة! (نزعته الرقابة الامنية)



وقانون النقابات يا شبكة! (نزعته الرقابة الامنية)
أمل هباني


اقامت شبكة الصُحفيين السودانيين احتفالا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة يوم الاحد الماضي بمقر طيبة برس بشارع الجامعة، وقد كانت الاحتفالية لقاء صحفيا واسعا لأجيال متفاوتة من الصُحفيين بتياراتهم ورؤاهم المختلفة سياسيا أو فكريا، لكن ما جمع بينهم هو ايمانهم بحرية الصحافة كمبدأ اساس لممارسة المهنة بأخلاقياتها وأدبياتها والايمان بان التحول الديمقراطي لن يتم إلا في ظل صحافة حرة .. وشبكة الصُحفيين السودانيين هي فكرة نيرة تجمعت في عقول عدد من الصُحفييين الشباب ثم تمددت وتوسعت لتشمل كل الصُحفيين المؤمنين بحرية الصحافة من اجل مهنيتها وتعافيها من الامراض، ومن أجل تشكيل مجموعة ضغط للتصدي للعراقيل الحكومية التي تمارسها السلطة على الصحافة ومن أجل تحسين بيئة العمل قانونيا واقتصاديا واجتماعيا لذلك ترفض الشبكة قانون الصحافة الذي تقدمت به الحكومة بعد ان اجازته (بكل كلفتة وتلتيق) في مجلس وزرائها وقدمته الى المجلس الوطني الذي تمثل فيه الحكومة مجتمعة أكثر من 95% من عضويته والحزب الاكبر في الحكومة 52% من عضويته.. رغم ذلك يملأنا الأمل في أن تحالفا واسعا من اجل مناهضةهذا القانون داخل وخارج البرلمان بكل كتله الكبيرة والصغيرة سيعمل على الغائه واستبداله بقانون أكثر مؤامة لمناخ الحريات الذي نسعى جميعا لتهيئته استعدادا لحقبة حرة ديمقراطية اقترب زمانها كثيرا... ليس هذا القانون وحده الذي يهم شبكة الصُحفيين كمجموعة ضغط مهني، هناك قانون في اعتقادي هو حجر الزاوية في قوانين التحول الديمقراطي بل والاصلاح الاداري، ذاك هو قانون النقابات التي اغتيلت على يد هذه الحكومة بقانون لا علاقة له بالنقابات ولا بدورها في حماية فئات المهنيين والحرفيين والعمال، فتحول طبيب الأسنان المخدم الى نقيب العمال وتحولت عيادته الى داخل مبنى اتحاد العمال (في زمن المحن هذا)، واختلط (حابل) كل الفئات المهنية وحماية حقوقها الانسانية والمواطنية (بنابل) تبني اتحاد العمال ورئيسه الذي يتربع على عرشه لما يفوق الخمسة عشر عاما لسياسات الدولة الباطشة بحقوق تلك الفئات المهنية في ظل سياسات تحرير اقتصادي ظالمة ومنهكة لمعظم هذه الفئات.. لكل ذلك على الصُحفيين وغيرهم من اصحاب الوظائف والحرف العمل من اجل قانون نقابات حقيقي دون امور المراوغة تلك حتى لا يصاب قانون النقابات الذي يعول عليه كثيرا في تغيير ديمقراطي قادم ما اصاب قانون الصحافة الذي صيغ (بلصوصية) عالية، وسرقة حقوق (كاملة) ومهنية متدنية في ظلام غرفة ما ليبصم عليه الذين لا يعصون امرا هناك.. لذا رجاء انتبهوا جميعا.