الأربعاء، 10 يونيو 2009

...... أو الطوفـــان ! حذفتها الرقابة


...... أو الطوفـــان !

عبد القادر محمد


تقول فرنسا : أنها لن تمانع في إستخدام المادة 16 في مجلس الأمن الخاصة بتعليق إجراءات المحكمة الجنائية الدولية، حول توجيه الإتهام لرئيس الجمهورية بشأن جرائم انتهاكات حقوق الانسان في دارفور ؛وهذا حق من حقوقها بموجب الفيتو الذي تمتلكه، وتشترط فرنسا ،لإستخدام المادة 16،علي السودان أن يلتزم بإجراء تغييرات جذرية في سياساته تجاه إقليم دارفور بوقف العدائيات ،والوصول لحل سلمي عبر التفاوض مع الحركات المسلحة ،وتنفيذ القرارين الصادرين من محكمة الجنايات الدولية ،الخاصين بهارون وكوشيب. لسنا هنا في محل الدفاع عن فرنسا أو رؤيتها لحل أزمة السودان في دارفور ،ولكن نعتقد انها تلمست الي ذلكـ سبيلاً قويماً ينهي الأزمة. بينما يعتقد المسئولون السودانيون ان فرنسا غير جادة في الوصول الي حل لأزمة دارفور،ويدللون علي ذلك بايواء فرنسا لعبدالواحد نور في اراضيها،وفرنسا تقول ان عبدالواحد مثله مثل اي لاجئ في الاراضي الفرنسية ولايمتلك حتي حق اللجؤ السياسي. في أكثر من منبر ،ومناسبة،وكتابة قال الحزب الشيوعي السوداني ان ازمة الوطن في دارفور لن تحل إلا بتحقق مطالب أهل دافور المتمثلة في: الأقليم الواحد ، التعويضات الفردية والجماعية ،محاسبة مرتكبي الانتهاكات ،عودة النازحين الي قراهم الأصلية ، بجانب إنفاذ مبادئ العدالة الإنتقالية ، وهذا يعني ايضاً إجراء تغييرات جذرية في سياسات الحكومة تجاه إقليم دارفور. وحينها قال المسئولون الحكوميون ان المعارضة السودانية وبخاصة يسارها، غير جادين في حل أزمة دافور ،بل ويسعون الي تأجيج الصراع هناكـ ،ودللوا علي ذلكـ بقولهم :عبدالواحد شيوعي! ،وقال الحزب الشيوعي حينها :هذا شرف لاندعيه . وفاجأ عبدالواحد الجميع بقوله: كنت أقرب الي جماعة أنصار السنة المحمدية! بين أيدي من يريد حل ازمة دارفور اكثر من رأي ورؤية للحل وكلها لا تختلف كثيراً عن رؤيتي فرنسا ،والحزب الشيوعي السوداني ؛لكن تصر الحكومة علي الرأي الواحد الأحد علي طريقة المونولوج، ودعت حلفاءها ومناصريها والمتوالين معها لمتلقي كنانة الذي صمَّت الأذان جعجعته ولم نري طحينه حتي الآن ! يقول المثل السوداني إتنين كان قالوا ليك راسك مافي، أهبشوا) .. وما لم تلتفت الحكومة لطروحات الحل التي قدمتها قوي المعارضة ،وأصدقاء الحكومة من الدول الأخري يعني الدخول بالوطن الي متاهات يكون الخروج منها عصياً. أدركوا الوطن بهذه الحلول المطروحة ..... أو الطوفان ! العمود الإسبوعي لكاتب البوست ، صادرته الرقابة من عدد الميدان الصادر يوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2008 م