الأربعاء، 10 يونيو 2009

حرائق كنانة .. إذا عُـرِف السبب ...!! حذفته الرقابة


حرائق كنانة .. إذا عُـرِف السبب ...!!


كنانة/الخرطوم: محمد الناير إسماعيل - عبدالقادر محمد عبدالقادر


شب حريق هائل في غرفة التحكم الرئيسية للقيزانات في مصنع سكر كنانة ،قضي عليها تماماً وتسبب في خسائر فادحة بالمصنع.وتكدست أكثر من مائة شاحنة محملة بالقصب وخام السكر أمام الغلايات ،وحالت النيران دون وصولها إلي المصنع .وتصاعدت ألسنة اللهب في صبيحة عيد الأضحى حوالي الساعة الثالثة صباحاً. ويقول مراقبون :ان الحريق تسبب في ضياع وتلف حوالي 500 ألف جوال سكر ،بالإضافة الي قيمة غرفة التحكم المركزية وتكاليف الإصلاح التي تقدر بـ خمسة مليارات من الجنيهات.ويُتوقع ان يتوقف المصنع عن العمل لأكثر من شهر لإجراء الإصلاحات والصيانة اللازمة لإعادة تشغيله. وتفيد متابعات الميدان ان هناك ثلاثة حرائق اندلعت في المصنع منذ بداية هذا الموسم في نوفمبر الماضي. أدي الحريق الأول الي توقف المصنع لمدة خمسة أيام،وكان هذا هو الحريق الثاني ، فيا شب حريق ثالث في يوم الجمعة الماضي 12/21 بمزارع القصب بالمنطقة الثانية ألتهم مايقدر بأكثر من سبعمائة فدان. ولمعرفة أسباب الحرائق المتتالية في مصنع سكر كنانة ،وماإذا كانت هناك تحوطات وإجراءات احترازية أتبعتها إدارة المصنع لتفادي وقوع خسائر مستقبلاً، ذهبت ( الميدان) الي مقر رئاسة إدارة سكر كنانة بالخرطوم ،وقد رفض المسئولين الإدلاء بأي تصريحات حول الحادث ، فيما قال مسئول العلاقات العامة والإعلام بالإدارة سكر كنانة أنهم ممنوعين من جهات عليا، لم يسمها ،بعدم الإدلاء بأي تصريحات للصحف حول الحادث. وتحدث بعض مواطني كنانة من المهتمين بأمر المصنع للميدان قائلين: تكمن جذور المشكلة في السياسات الإدارية التي استهدفت تشريد العاملين والموظفين والفنيين والمهندسين ذوي الخبرات والكفاءة. وقد بلغ عدد الذين تم تشريدهم من المصنع حتى الآن أكثر من خمسة آلاف عامل، ما يعادل 70% من نسبة العمالة الثابتة.ويقول عاملين بالمصنع : انهم يشعرون بالإحباط جراء ضغط العمل الشديد بدون تحسين في الأجور والمرتبات لمن لم يطالهم التشريد.ويذكر ان تعيين العمال الموسميين بالمصنع أصبح يتم بواسطة مقاولين وشركات خاصة يقوم عملها علي استثمار جهد هؤلاء العمال.علاوة علي ضعف الرواتب والأجور .وقد رفض العاملين الموسميين والسائقين بالمصنع استلام منحة العيد التي تتراوح ما بين 30- 50 جنيه. أسباب عديدة تتكامل فيما بينها لتجعل من ظاهرة الحائق بمصنع سكر كنانة متكررة في كل عام ..كما ان سياسات الفصل التعسفي ،والتشريد للعمال والفنيين المهرة التي انتهجتها الإنقاذ جاعلة من ذوي الولاء والطاعة بديلاً لذوي الخبرة والكفاءة ستجعل مؤسسات الدولة في أيد من لا يعنيه أمر الشعب . ها هو مصنع سكر كنانة يحترق للمرة الثالثة علي التوالي ،فهل سنسمع (لمرة واحدة ) عن لجنة تحقيق تعلن علي الملأ ما توصلت إليه في تحقيقها، ولماذا احترقت (قيزانات) مصنع سكر كنانة ؟ صادرته الرقابة من عدد الميدان الصادر يوم الثلاثاء 16/12/2008م