الأربعاء، 10 يونيو 2009

الجهاز..!!!(نزعه جهاز الامن)



الجهاز..!!!(نزعه جهاز الامن)
كتب : صلاح الدين عووضه


الزمان: العام تسعة وخمسون والفان من التأريخ الميلادي..المكان: دولة من دول جمهوريات الشطة المشابهة لجمهوريات الموز..الموضوع: جهاز نادر محرم دولياً استورد سراً من دولة كبرى بمبلغ يعادل نصف ميزانية الدولة الشطية..والجهاز العجيب هذا هو في الواقع ثلاثة أجهزة يكمل كل منها الآخر..هو عبارة عن كشاف يُسلَّط شعاعه على (الهدف!!)، وسماعة توضع على الاذن، وشاشة حاسوبية تظهر عليها (الحقائق!!)..والحقائق المراد الوصول إليها هي حقيقة ما يعتمل في ذهن كل هدف من الأهداف تجاه (الوضع القائم!!)..فإذا ما تشككت الاجهزة المعنية (البشرية) في شخص من الاشخاص – أي الهدف – فإنها توجه نحو رأسه الأشعة الصادرة عن الكشاف فتظهر حقيقة نواياه (السياسية!!) في شكل رسومات بيانية على الشاشة..والرسومات هذه يترجمها العقل الحاسوبي الملحق بالشاشة الى الفاظ يمكن سماعها بوضوح عبر السماعة حال تثبيتها في الأذن..كما أن الجهاز – للعلم – ملحقة به سماعة خارجية إلا ان الذبذبات الصوتية الصادرة عنها لا تكون في مثل نقاء التي تسمع عبر السماعة الاذنية لتأثرها المحتمل بالأجواء الأثيرية المشبعة بالمجال المغنطيسي للجهاز.. وشرعت الأجهزة (البشرية) المختصة في الدولة الشطية في استخدام الجهاز على نطاق واسع في اوساط المشكوك فيهم.. وامتلأت السجون في فترة وجيزة بعشرات الآلاف من الخونة والعملاء والمارقين والمأجورين وأفراد الطابور الخامس.. ثم حين تزايدت اعداد (المفضوحين!!) بواسطة الجهاز السحري احالت الحكومة كثيراً من استادات كرة القدم الى سجون.. وأحالت كذلك كثيراً من إداريي ولاعبي ومشجعي الأندية التي تتبع لها الاستادات (المصادرة!!) هذه الى مساجين بعد أن كشف الجهاز حقيقة مواقفهم غير الوطنية إزاء قرار حتمته مصلحة الوطن العليا.. وصباح يوم فوجئ الشعب الشطّوي (الفضل!!) – داخل العاصمة – بحالة استنفار قصوى للأجهزة (البشرية) المختصة لم يعرفوا لها سبباً.. فالعاصمة قد خلت تقريباً من العملاء والمرجفين والخونة.. كما أنه ما من حالة عداء غير طبيعية مع أي من دول الجوار.. وليست هناك – كذلك – إرهاصات لحدوث أية محاولة انقلابية.. فالأمن مستتب تماماً بفضل الجهاز السحري الذي كلف الدولة نصف ميزانيتها.. ثم كانت المفاجأة ان رشح همس عن اختفاء الجهاز في ظروف غامضة.. وسرى الهمس سريان النار في الهشيم وسط الذين (فضلوا!!) من سكان العاصمة.. وعند الظهر اصدرت الحكومة بياناً رسمياً عبر اجهزة الاعلام تفيد فيه باختفاء جهاز مخصص لرصد الزلازل والبراكين والانزلاقات الأرضية.. وأهابت بالمواطنين (الاحرار) مساعدتها في العثور على الجهاز القيم معلنة عن جائزة ضخمة لمن يدلها على مكان العابثين بمقدرات الشعب.. بيد أن المواطنين انفسهم صاروا في حاجة الى من يعثر عليهم عند حلول المساء.. فقد خلت منهم الشوارع والمنازل والميادين والمركبات.. ثم تعالى هدير زلازل وبراكين وانزلاقات ارضية من جهة ضاحية (مهمشة) من ضواحي العاصمة.. ووقفت الاجهزة (البشرية) المختصة على الحقيقة المروعة.. حقيقة بث حقائق ما في دواخل نفر من كبار المسؤولين عبر شاشة كبرى ملحقة بشاشة الجهاز السحري المفقود في ميدان عام بالضاحية المهمشة.. ورغم ان اجهزة الساوند سستم المحلقة بسماعات الجهاز الخارجية لم تكن تنقل الحقائق المترجمة بوضوح إلا من ما سمع كان يكفي.. كان يكفي إلى ان يثور الناس كالبركان.. وأن تختفي الحكومة في غمضة عين.