الأربعاء، 10 يونيو 2009

انفقاع المرارة..!!!(نزعت الرقابة فقرات مهمة منه)



انفقاع المرارة..!!!(نزعت الرقابة فقرات مهمة منه)
كتب : صلاح الدين عووضه


كتبت يوماً عن (أشياء!!) قلت إنّها (تفقع) المرارة..وفي اليوم نفسه داعبني صاحب (بين قوسين) الزومة قائلاً: (بطريقتك دي ممكن جداً مرارتك تنفقع)..وفي اليوم التالي انفقعت مرارتي انفقاعاً حقيقياً وليس مجازِياً..فقد شعرت بآلام شديدة في المعدة ـ مع خيوط الفجر الأولى ـ لم أشعر بمثلها حتى وأنا أقرأ لبعض الذين يفقعون المرارة، أو استمع إلى إخوانٍ لهم..وأخذوني إلى المُستشفى..ولم أنس ـ وأنا (اتلولو) من الألم داخل السيارة ـ أن أتحسس جيبي لأرى إن كان ما به يكفي للكشف، ثمّ الفحص، ثمّ العلاج..وتفاقم (مغصي) حين اكتشفت أنّ جيبي لا يحوي سوى خمسين (لحلوحاً) إنقاذياً..فالإنقاذ لديها عملة هي الأغرب من نوعها في العالم.. عملة تنكمش (أصفاراً!!) كل حين وآخر لـ (تتضخم!!) قيمة اسمية أمام الناس.. فالخمسون جنيهاً التي كانت في جيبي آنذاك هي في الواقع خمسون ألفاً بـ (القديم!!).. فلو قلت إنّها خمسون ألفاً ـ الآن ـ لظن القارئ أنني كنت أحمل خمسين مليوناً.. ولو كانت كذلك بالفعل لذهبت للعلاج بالخارج كما يفعل (كبارات!!) هذا الزمان بدلاً من البحث عن مستشفى لايزال شعاره (الرحمة!!!).. مستشفى (يفحص) معدتي ولا (يتفحّص) جيبي.. وقد يسأل القارئ ـ هنا ـ ومعه ألف حق: (ودا يتلقي وين؟!!).. ولكني (لقيت) نفسي ـ بعد أن (وعيت) ـ على سرير أبيض نظيف.. والسرير داخل عنبر صغير ليس فيه سواي.. والعنبر جزء من مستشفى أنيق بساحته الأمامية الأزاهر والأشجار.. والذين يحيطون بي أطباء وممرضون تحسبهم (مستنسخين!!) من قُدامى الزمن الجميل.. والذي هو أهم من ذلك كله أنّ فاتورة العلاج لم تتعد قيمتها أربعين (لحلوحاً) إنقاذياً.. أي أربعون ألفاً بـ (القديم!!).. أي أنّني خرجت من المستشفى بـ (عافية) و (عشرة جنيهات) متبقية مما كنت أحمل في جيبي.. وخرجت كذلك بانطباع لا يوصف عن المستشفى وأطبائه وممرضيه.. انطباع جعلني أرفع رأسي ـ وأنا خارج ـ لأرى أي اسم مكتوب على واجهته.. فإذا هو المستشفى التعاوني ببحري.. أمّا المرض فقد كان مصدره المرارة.. فقد التهبت التهاباً أوشكت معه أن تنفقع.. أو هكذا قال الطبيب ممازحاً وهو يخلط بين السياسة والتطبيب.. والزومة الذي كان يحذرني من انفقاع المرارة تجاهل عمداً ـ أو خبثاً ـ (مسببات!!) هذا الانفقاع.. فالمهم لديه ـ ولأمثاله ـ ألا تنفقع (المسببات) هذه.. أمّا (المرارات!!!) فمقدور عليها.