الأربعاء، 10 يونيو 2009

(تشكيك) وزاري وما هو بـ (تشكيل)..!!(نزعته الرقابة الامنية)



(تشكيك) وزاري وما هو بـ (تشكيل)..!!(نزعته الرقابة الامنية)
كتب:صلاح الدين عووضه


سألني ظريف مدني عبر رسالة هاتفية عن (قراءتي) لتغيير والي الجزيرة بآخر في سياق (الشكّة) الوزارية الأخيرة..ولأنني (بالجد) لا أعلم فقد رددت عليه برسالة أقول فيها: (أهل الجزيرة أدرى بسرهم.. هو سر الختم عمل شنو؟!)..ومذيعة من خارج الحدود هاتفتني مستفسرة كذلك عن مغزى (الشكّة!!) الوزارية هذه..ولأنّني بطبعي لا أحب أن اتحدث في ما لا أفهمه فقد قلت لها ضاحكاً بطريقة عادل إمام: (أنا لو أعرف أؤول على طول)..وفي عزاء ابن أخت الزميل الفاتح عباس سألني واحد يجلس بجواري: (تفتكر الشكّة دي ليه في هذا الوقت بالذات؟!)..ودون أن (أفتكر) أي شيء قلت للسائل هذا: (في هذا الوقت بالذات أنا لا أدري لِمَ هذه الشكّة)..فالحكومة درجت على أن (تشكّ) من حين إلى آخر كلما رأت أنّ هنالك ضرورة لإجراء (تشكيك) ـ عفواً: (تشكيل) ـ وزاري..والضرورة (الخاصة!!) بالحكومة هذه تصحبها عادة ارهاصات تجعل الأذهان مهيأة لتقبل التعديل كأمر واقع..أمّا الشكّة الأخيرة فإنّها أخذت النّاس على حين غرة دون أن تسبقها ارهاصات ولا إشارات ولا حتى مجرد شائعات.. صحيح أنّها ما فرقتش مع الناس.. فالمشكوكون هؤلاء هم بعض ممن اعتاد الناس على رؤيتهم مشكوكين في كل تشكيك - أو تشكيل- وزاري.. هم المستوزون على طول.. ولكن الربكة التي أصابت النّاس هذه المرة فهي بفعل المباغتة.. فقد باغتتهم الحكومة بـ (تنقلات) لبعض الوجوه (المألوفة) من موقع لآخر لم يتحسبوا لها نفسياً.. ولأنّهم لم يتحسّبوا فقد طفقوا يجتهدون في محاولة لمعرفة (الأسباب!!) التي دعت الحكومة إلى مثل هذه الشكّة الفجائية.. والاجتهاد هذا يفتح باباً للشائعات كبير.. وهذه الشائعات هي ما يشغل الناس الآن وليست الوجوه المشكوكة في حد ذاتها.. فهي وجوه ـ بالصلاة على النبي ويا أرض احفظي ما عليك ـ تجدها حيثما وليّت وجهك منذ عشرين عاماً.. فإن لم تجد أحدها في وزارة الداخلية ـ مثلاً ـ فسوف تجده في وزارة الزراعة.. وإن لم تجد آخر في وزارة السياحة فسوف تجده في وزارة التجارة.. وإن لم تجد ثالثاً في ولاية شمال كردفان فسوف تجده في ولاية شمال السودان.. ولا تسلني عن الصلة بين الداخلية والزراعة.. ولا بين السياحة والتجارة.. ولا بين شمال كردفان وشمال السودان.. فهي وجوه (بتوعة كلّو).. وللسبب هذا فليس هنالك أفضل منها ـ استوزاراً ـ بين وجوه السودانيين جميعها.. وبما أنّها وجوه (محصورة!!) فلا معنى لأن يكون هنالك تشكيل وزاري جديد من حين لآخر أسوة بما يحدث في بلاد الله أجمعين.. فما هو (الجديد) في وجوه (محفوظة) يتم شكّها فيما بينها كل فترة والأخرى؟!.. أو يتم (نقلها) من موقع إلى آخر؟!.. فشكّات مثل هذه ـ إذاً ـ لا تحتاج إلى قراءة.. هي مجرد تنقلات من باب التغيير.. وأرجو أن يهدأ بالاً ظريف مدني ولا يجهد ذهنه بالقراءات.. فقبل أن يكمل قراءته هذه سيفاجأ بالوجه القديم يعود إليه.. وكأنّك يا (ابو زيد) ما (قريت).