الأربعاء، 10 يونيو 2009

كمونية بالجقاجق..!! (نزعت الرقابة الامنية اجزاء منه)



كمونية بالجقاجق..!! (نزعت الرقابة الامنية اجزاء منه)
كتب : صلاح الدين عووضه


وما مناسبة هذا العنوان؟!..مناسبته أنّه ليس هناك (مِن مُنَاسَبة)..أو ربما مناسبته أنّه ليس هناك (مُنَاسِبة) ـ بكسر السين ـ من كلمات سوى (جنس هذا الكلام).فالكمونية ـ كما هو معلوم ـ هي شيء من الكرشة، وشيء من الفشفاش، وشيء من الطوحال..ويمكن أن يضاف إلى ذلك كله شيء من المصارين، وشيء من الاثني عشر، وشيء من (الجلافيط)..فإذا ما اكتملت مجموعة هذه (الأشياء) تضحى الكمونية حينها هي كمونية بالجقاجق كاملة الدسم ..إنّها ألذّ أصناف الكمونية..فمن عجائب العادات الغذائية عند السودانيين أن تكون لديهم أكلة لذيذة من (أشياء) عجيبة..
ومن عجائب السياسة في منطقتنا العربية والإفريقية أن تكون لدينا سياسات هي أشبه بالكمونية..
فدنيا السياسة فيها كمونية كذلك..
بل ربما تكون كمونية بالجقاجق..
وبمثلما نرى نحن السودانيين أنّ كمونيتنا هي أكلة مستساغة بغض النظر عن مكوناتها و (أشيائها)، فإنّ ساسة منطقتنا يرون كذلك أنّ كمونيتهم السياسية يمكن أن يحسدهم عليها مترنيخ وإن حوت من العجائب و ( الأشياء) ما حوت..
ومترنيخ ـ للذين لا يعلمون ـ هو السياسي النمساوي الذي كان يُضرب به المثل في السياسة والكياسة والدبلوماسية.
كان سياسياً شاطراً بدرجة امتياز..
ولكن لو قدر لمترنيخ هذا أن يقوم من قبره ويقول لأصحاب الكمونيات السياسية هؤلاء: ما هذا الذي تفعلونه من (طبخات) سياسية كريهة الرائحة، لقالوا له: إنّما العيب في أنفك.
وخواجة زائر لبلدتنا بالشمال في زمان مضى قُدّم له ضمن ما قُدّم من طعام صحن كمونية (كارب) بالجقاجق فلفظه و رطن محتجاً ليرد عليه أحد بلدياتنا برطانة أكثر غضباً واحتجاجاً يقول له فيها: وما أدراك بالطعام أنت يا آكل الخنزير..
أي أنّ بلدياتنا أراد أن يقول للخواجة إنّ العيب فيك أنت وليس في كمونيتنا بمثلما يمكن أن يرد أصحاب الكمونيات السياسية على كل محتج على (طبخاتهم) هذه ولو كان مترنيخ نفسه..
فالكمونية بالجقاجق ـ إذاً ـ هي أكلة عاجبانا كسودانيين ولا يهم بعد ذلك إن كانت تعجب الآخرين أم لا..
فإن لم تكن تعجبهم فليخبطوا رؤوسهم بالحيط، أو يشربوا من البحر، أو يركبوا أعلى ما في خيلهم..
والسياسات الكمونية الجقاجقية هي طبخات تعجب ساسة منطقتنا ولا يهم بعد ذلك إن كان يستسيغها الآخرون أم لا..
فإن لم يكونوا يستسيغونها فليجربوا لحس كوعهم ـ أولاً ـ قبل أن يجرب ساستنا طبخات سياسية خلافها..
فليس هناك ألذّ من الكمونية بالجقاجق..
سواء كانت طبخة طعامية أم سياسية.